رئيس حركة الإصلاح “غازي صلاح الدين” يكتب حول إطلاق سراح عدد من القيادات مُثمناً شجاعة النائب العام

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

اطلق ظهر اليوم سراح الأخ راشد تاج السر، عضو المكتب السياسي لحركة الإصلاح الآن ، من سجن الهدى. كذلك أطلق سراح: معمر موسى، محمد أحمد حاج ماجد، ميخائيل بطرس، عادل السماني، حسن عثمان حسن، حامد عبد الرحمن.

قضى الأخ راشد وأقرانه مددًا تتراوح ما بين ثلاثة عشر شهرًا إلى عامين ونصف. اعتقلوا فيها بزعم التآمر لتقويض النظام الدستوري. طيلة الفترة الممتدة التي قضوها لم تقدم بينة ولم يعرض دليل واحد يؤيد التهم الموجهة إليهم. ولجأت الجهات التي اعتقلتهم إلى المراوغة من أجل إلصاق التهم بهم بشتى الوسائل والحيل القانونية الضعيفة. وبرغم كل ذلك الكيد والتدبير لم تصمد تهمة واحدة بوجه الحقيقة ،وفي النهاية باتت الحجة لحبسهم أوهن من بيت العنكبوت، بل أسوأ من ذلك: المبرر القوي لبقاء هؤلاء المظلومون في الحبس كما صرح رئيس الوزراء نفسه هو أن الكلفة السياسية لحبسهم بهذه الطريقة غير القانونية اقل من الكلفة السياسية لمحاكمتهم وتبرئتهم. فالمسألة خاضعة للمزاج السياسي إذن، والقاضي يعلم سلفا انه لا تهمة ولاجناية.

برغم براءتهم الواضحة بقي هؤلاء محرومون من أسرهم وأبنائهم واصحابهم، مضيقاً عليهم في الرزق والاكتساب، ملاحقين في وظائفهم وصنائعهم، محاربين في تجارتهم لعام أو عامين أو أكثر.

إننا إذ نستعرض أحوال هذه الدفعة من ضحايا الظلم، وإذ نهنئهم باطلاق سراحهم، نذكر مرةً تلو الأخرى بأن أضعاف أضعاف هؤلاء ما زالوا في السجون، بنفس المبررات الهشة والحيل التافهة التي حبس الأخ راشد وأقرانه بموجبها.

عندما يذكر الفساد فإن الحديث لا ينصرف إلى الفساد في الأمور المالية وحدها، الفساد الأعظم هو فساد الجوهر، هو فساد المنهج، هو فساد الطبائع، هو فساد السنن، عندما يصير الجبن شجاعة، والبخل كرما، والظلم عدلا، والباطل حقاً. ذلكم هو الفساد الأعظم، لان الحياة لا تستقيم بعده. لذلك لا توجد خصلة أو ممارسة تعظم الفساد كالظلم.

إننا نزجي الشكر لإخوة صمدوا معنا طيلة الفترة الماضية الممتدة التي اعتقل فيها الأخ راشد. هم ناصرونا، وأيدوا مواقفنا ودافعوا عن قضايانا، وتحملوا في سبيل ذلك صنوفا من الأذى. نزجي الشكر للمحامين والقانونيين الذين سهروا معنا ورابطوا في المكاتب، كما رابطوا في الساحات، ونزجي الشكر لأناس كثيرين، وقفوا بجانبنا وأعانونا بشتى الوسائل. نزجي الشكر للأخوة أعضاء حركة الإصلاح الآن على مرابطتهم وما أظهروه من نخوة ومروءة. ونزجي الشكر لأسرة الأخ راشد الصامدة (والداه وزوجه وأبنائه وشقيقه)، العصيّة على الإنكسار، نشكرهم ونثني على ثباتهم وازدرائهم للمحنة.

إن إحقاق الحق ليوجب علينا أن نثني على النائب العام، لامتلاكه الشجاعة لإصدار هذا القرار. فنحن نعلم ان الطريق إلى اتخاذه لم يكن معبداً فبعض أصحاب النفوذ كانوا وما زالوا معارضين له. ونحن في ليال مباركات، العشر من ذي الحجة، نذكر قول بعض الصالحين “جزاء الحسنة الحسنة بعدها، وجزاء السيئةِ السيئةُ بعدها”. فجدير بالنائب العام بعد ان قدم الحسنة الأولى أن يستقيم على ما بدأ عسى أن يوفقه الله إلى الحسنة التالية، فيرضي ربه وينال ثناء الخلق وثقتهم، والتاريخ لا يرحم ولا يحابي وبقايا العمر تدنوا. إن السجون والحراسات والمعتقلات تزدحم بالمظلومين والمقهورين والمعذبين. والنائب العام هو صاحب القرار في شأنهم إما بالاستقامة على ما بدأ، أو مشايعة القطيع والهتيفة الذين أفرغوا ثورة ديسمبر من مضامينها. والنداء موجه إلى جميع السودانيين، ان يكونوا عوناً للحق والعدل، فبهما صلاح السودان وازدهاره.

غازي صلاح الدين العتباني
رئيس حركة الإصلاح الآن
١١ يوليو٢٠٢١

غازي صلاح الدين العتباني
تعليقات (0)
أضف تعليق