تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة “صاحب الرقائق” الشيخ الصافي جعفر

كتب : د. محمد عبدالرحيم

وصل الشيخ الصافي جعفر إلى مدينة الدمام في زيارة لابنته الأخت الفاضلة الدكتورة هدى الصافي.

كان يشعر بفتور شديد في جسمه.. كان متجلدا ومتحاملا على نفسه.. وفقه الله لأداء عمرة وزيارة قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم.

بعد العودة من العمرة والزيارة ازدادت الأعراض عليه..

أجرينا له .. بصحبة أخي العزيز د. عاصم الماحي زوج د. هدى الصافي..  واخي د. عمر عبدالقادر  بعض الفحوصات والصور التي أوضحت علة كانت هي السبب في الأعراض التي يشعر بها. كانت العلة متقدمة.

 

كنا كلما نزوره نجد ذات الشخص.. الشيخ الكريم لين الجانب الهاش الباش.. يبحر بك في بحور من المعرفة والسيرة النبوية والشعر والأدب والتأريخ والسياسة وشئ من تخصصه في الهندسة.. كل ذلك في لهجة سودانية بسيطة يختار لها مفردات أقرب للطرافة تجعل كل من يجالسه يود أن يطول اللقاء به والحديث إليه.

كنت شخصيا أتحين الفرص لمجالسته.. الأسبوع الماضي كان يحدثنا عن الإمام أبي حامد الغزالي ومراحل حياته المختلفة ما بين العالم والعامل والمعلم والأصولي والصوفي.. ثم لخص لنا ملابسات حياته التي أدت لتأليف سفره الكبير ( إحياء علوم الدين ).

كان الشيخ في أثناء حديثه يحدثنا عن بعض مواضيع ( الإحياء) وينقل كلاما طويلا بالنص من الكتاب.. وكنت أستمع إليه وأعجب كيف حفظ هذه النصوص الطويلة من الكتاب.. أو لعله يحفظ الكتاب على طوله!

وصل ابنه زميلنا وسنيرنا في الجامعة الدكتور جعفر الصافي من إيرلندا وشقيقاته من السودان والسويد.

باشر د. جعفر معالجة الوالد وفعل ما يلزم. قدر الله أن يلتئم شمل الأسرة ويتمتع أفرادها بصحبة عميدها في منزل د. عاصم و د. هدى في أيام عميد الأسرة الاخيرة.

يوم أمس الخميس جمع الشيخ زوجته وأبنائه.. وأوصاهم بالتفصيل وصاياه الأخيرة . ثم قال لهم بالحرف الواحد:

الليلة السفر الساعة اطناشر!!

بعد صلاة العشاء ومنذ حوالي الثامنة والنصف مساء بدأ الشيخ يعاني من ضيق في التنفس.. ومع مباشرة الإسعاف من أوكسجين وموسعات الشعب الهوائية كان د. جعفر الصافي يقول ل د. عاصم:

يا عاصم أبوي حيتوفى الساعة اطناشر!

 

ما حصل هو أن الشيخ أسلم الروح تماما عند الثانية عشرة منتصف الليل، تقبل الله الشيخ الصافي جعفر في الصالحين.. وغفر له ذنوبه.. ووسع مدخله.. وأسكنه الجنة مع الأبرار..

وخالص العزاء للدكتور جعفر الصافي والدكتورة هدى الصافي وأمها وشقيقاتها.. وللدكتور عاصم الكرار ولجميع أهل الشيخ واحبابه وتلاميذه.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

تعليقات (0)
أضف تعليق