بكري المدني يكتب : بلدنا – أوقات الحيرة -!

السودان

رصد : الرآية نيوز

الطريق الثالث – بكري المدني يكتب :

بلدنا – أوقات الحيرة -!

على قدر الحيرة التى تبدو على الناس هذه الأيام إلا ان ما يجري لبلادنا واضح وضوح ما يجعل المكاشفة نفسها حجاب و إن كان مصنوعا وذلك حتى لا تبدو الحقيقة كما هى لمن يعرفها ويتحاشاها في نفس الوقت !

ما يجري هو مشروع مجموعة صغيرة من رجال (السياسة والإقتصاد) تنفذه بمساعدة(يونتامس)لصالح دول وشركات و(طبقة محددة)معها من السودانيين مع تحقيق ما يضمن صمت البقية او عجزها أو الإثنين معا !

المشروع بإختصار هو إستثمار موارد السودان الهائلة ولتحقيق ذلك لابد من إزالة كل الموانع سواء ان كانت ثقافية أو عقدية او سياسية أيديولوجية

والمشروع بإختصار أيضا هو نقيض وبديل للمشروعات الدينية والقومية وحتى اليسارية ذات الجذور الماركسية !

تحقيق هذا المشروع يتطلب إذا إزاحة كل القوى السياسية التى تحمل أفكار ومباديء المشاريع القديمة وأن دعت الضرورة الآنية لإستخدام بعضها بعض الوقت أو فشل التخلص منها كلها في وقت واحد!

المشروع الجاري اذا لا علاقة مباشرة له بالجيش ولا البعث ولا الشيوعيين ولا كل أطراف(قحت)وان مثل أفراد منها في كابينة قيادته

الافتراض أعلاه يطرح السؤال المهم إذا / لم يبدو كل هؤلاء ضمن المشروع الجاري وهم ليسوا جزءا منه في نفس الوقت ؟! الإجابة طبعا لا لأنهم لا يعلمون ولكن لأنهم او-أغلبهم ان شئت الدقة – الآن هم جزءا منه ولكن بحسابات مختلفة سواء بسواء كانت نظامية او تنظيمية او حتى فردية !

القاسم المشترك الأعظم الذي يتشاركه هؤلاء هو التحالف ضد الإسلاميين والعمل على تصفيتهم وضمان عدم عودتهم مرة أخرى لا بالانتخاب ولا بالانقلاب

الإسلاميون أنفسهم يدركون مرامي المشروع الجاري ولكنهم لا يستطيعون مقاومته ويحيوون مع ذلك على إنكار ما حدث وعلى أمل فشل هؤلاء وعلى عزاء التناجي الخاص و ادعاء الزهد في السلطة حينا والارتياح على أسرة المعارضة حينا آخرا !

الأتعس حالا من الإسلاميين هم الشيوعيون والبعثيون والذين ينطبق عليهم المثل الشعبي المصري (جات الحزينة تفرح ما لقتلهاش مطرح) فلقد كان اليساريون عموما يحلمون ويعملون بعد نجاح الثورة بأن يكونوا بدلاء حقيقيون للإسلاميين – أي بدلاء بمشاريعهم وليس افراداهم ولكن هذا ما لم يتحقق ولن يتحقق!

المشروع القائم مشروع أفراد وان شئت مجموعات وهو لا يضم بالتالي أحزاب الا في إطار حاجته لها كلافتات لا يوجد تحتها شيء ولا خلفها شيء اللهم الا الشعارات المرفوعة والتى ستظل مرفوعة لا تلامس الأرض ابدا !

مشروع الأفراد هذا او المجموعات الصغيرة يمكن ان يضم من كل جنس نوع فى خانة الأفراد شيوعيون وبعثيون وثوار سابقون ونظاميون وحتى إسلاميون ان توافقت المصالح والحذف والإضافة سهلة كما هى في مجموعات التواصل الإجتماعي وكذلك المغادرة لمن لا يستطيع فيها صبرا !

ليس للمشروع المذكور (زعيم رقم صفر) ولكن له أرقام صحيحة كاملة و إن كانت قليلة فالقسمة اصلا لا تقبل الكثيرين فكل شيء محسوب وكل نسبة محفوظة !

مع الأيام يبدو إستمرار و استقرار هذا المشروع هو الراجح فلعبة التلاعب بالكرات الملونة ناجحة جدا وكلها (شيوعي على كوز)-(بعثي على سوداني ) مصيرها الحفرة بضربة واحدة من عصا البلياردو !

اعتراض المشروع الجاري هو الصعب والتغيير هو الأصعب رغم غرابته على التربة وعلى الأجواء الوطنية ورغم ضعفه الظاهر أمام القوى التقليدية والاعتراض والتغيير صعب لأن المشروع يعتمد على القوة الناعمة غير التقليدية في استمراره واستقراره وهى قوى غير قابلة للمقاومة التقليدية بسهولة

نجاح المشروع الجاري رهين بتحقيق نسبة من اليسر في المعاش والخدمات والأمن -فتات يشغل الكتلة الأكثر عن القدر الأكبر من الموارد المستغلاة و أي رمز خارج عن هذه الكتلة قابل للشراء والارتشاء والابتزاز -اي تنظيمي اونظامى -ناظر اوناشط إلا من رحمه ربه !

فتات من المعاش ويسر في الخدمات ومزيد من الحريات والالتهاء بالادعاء او العزاء وسط الصخب العارم الذي يتسلل منه البعض بالغنائم إلى الغرف الهادئة ذات الأضواء الخافتة

وبعد هل هذى هي الكلمة الأخيرة في المشروع الجاري -؟ قطعا الإجابة (لا ) فهو عرضة للفشل والبوار في حالين الأولى ان فشل في تحقيق الفتات الذي يشغل الغالبية ييسر في الخدمات والمعاش والثانية ان استعصت رموز قليلة او جاءت رموز جديدة غير قابلة للشراء او الارتشاء او الابتزاز وقامت بقلب الطاولة على المشروع ورواده

الرآية نيوزبكري المدنيبلدنا - أوقات الحيرة -!
تعليقات (0)
أضف تعليق