إبراهيم عثمان يكتب : دورة حياة خمة

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

دورة حياة خمة

الوقـــــود

قبل عام تقريباً نشرت مقالاً تحت ذات العنوان وخصصته لمناقشة تدرجات مواقف قحت بخصوص بعض القضايا ذات الصلة بالدين والأخلاق والمبادئ والقيم، وقد سقت فيه من الأدلة ما يثبت خاتمته التي تقول ( لن يتظاهر معظم القحتيين بالدفاع عن قيمة تتفق مع الوجدان السليم إلا كمقـدمة لإستهدافها، ببجاحة، لاحقاً ! ) ..

وقد أثبتت الأيام أن هذا ينطبق أيضاً على الجوانب المادية ومعيشة الناس .. فللخمة القحتية في هذا الخصوص أيضاً تدرجاتها التي يمكن رصدها بسهولة …

إذا أخذنا الوقود كمثال سنجد أن دورة حياة خمته أخذت الشكل التالي :
⬅️ مرحلة الكذبات الحنينة.
⬅️ ثم مرحلة الكذبات اللئيمة.
⬅️ ثم مرحلة التسميات الاحتيالية وبداية الدوس .
⬅️ ثم مرحلة الدوس الكامل ..

مرحلة الكذبات الحنينة :-
هذه كانت قبل انقلاب اللجنة الأمنية .. وكانت تقوم على أن النظام كاذب فلا دعم هناك ولا يحزنون، والشعب مطحون بالسعر المرتفع هذا، والنظام يتربح من أسعار الوقود، والأسعار تفوق السعر العالمي … إلخ . وفي هذه المرحلة بلغت المثالية قمتها، وبلغ الوعد الضمني منتهاه، وخلاصته : لن نرفع الدعم، بل سنزيده ..

مرحلة الكذبات اللئيمة :-
وهي مرحلة الشماعات، وقصص صب الوقود في النيل والصحراء، ونظرية حمدوك عن التحرك من حي إلى آخر لتناول الشاي كعنوان *للدلع* القديم، وسهولة الحركة من أجل الرفاهيات والانصرافيات .. وأصحاب البرادو الذين يستفيدون ( وحدهم) من الدعم، ودول الجوار التي تعتمد بالكامل على وقودنا …إلخ.

مرحلة اللعب بالتسميات :-
هذه أتت بعد الوصول إلى السلطة حيث بدأ الرفع التدريجي للدعم الذي تواكبه التسميات التجميلية : السعر التجاري، السعر التجاري المدعوم، وترشيد الدعم .. إلخ

مرحلة الدوس الكامل :
في هذه المرحلة :
– رفعت الحكومة الدعم عن الوقود بالكامل، وزعمت إنه مع ذلك يظل أرخص من السعر العالمي .
– بدأت التربح من الوقود عن طريق الضرائب .
– لم تبادر بالمعالجات الكافية للآثار المتوقعة على الشرائح الضعيفة، وبعد الضغط وعلى خلفية الدعوات لتظاهرات ٣٠ يونيو ذهبت في خلوة بأكاديمية الأمن وخرجت ببعض المعالجات المحدودة ..
– تحدث المسؤولون عن الدعم كسياسة خاطئة وعبء موروث من النظام السابق ..
– أضافت إلغاء الدولار الجمركي، وبلغت البجاحة الحد الذي يجعل وزير المالية يقولها صراحة : ( غير جيب المواطن دا ما عندنا محل تاني نمشي ليه .. نجيب قروش من وين ؟ )

لن يتظاهر القحتيون بالدفاع عن حق للمواطنين يلبي طموحاتهم في العيش الكريم إلا كمقـدمة لمصادرته، ببجاحة، لاحقاً، مع استمرار إيهامهم بأنهم قد اقتربوا كثيراً من الحصول على هذا الحق بعد أن حرمهم منه النظام السابق !!

المؤكد أن تجربة قحت في الخم والتضليل في فترتي الحكم والمعارضة جعلت كتاب الدكتور كلود يونان (طرق التضليل السياسي)، على عمقه وشموله، غير مواكب ويحتاج إلى إضافات جوهرية كثيرة.

إبراهيم عثمان

إبراهيم عثمان
تعليقات (0)
أضف تعليق