د.أمين حسن عمر يكتب : الكيزان من نحن (20)
السودان
الخرطوم : الرآية نيوز
د.أمين حسن عمر يكتب :
الكيزان من نحن (20)
الحركة الاسلامية وقضية المرأة
كلمة كيزان أسم لجنس الوعاء المشار إليه وأسم الجنس لا يذكر ولا يؤنث فكلمة كيزان تشمل النوعين معا على حد سواء و ااسؤال القديم الجديد هو سؤال دور المرأة فى الحركة الاسلامية وأدوارها فى مشروع النهضة الذى تتبناه الحركة الاسلامية فى السودان .
لا شك أن الحركة الاسلامية فى السودان قد تقدمت الحركات الاسلامية الاخرى بأشواط فى موضوع دور المرأة فى الحركة الاسلامية والمجتمع . فمن المنظور النظرى لم تحاول الحركة الاسلامية اختلاق دور للمرأة مخالف لدور الرجل . فلا قيد من حيث النظر على حركة المرأة فى الحياة العامة ولا قيد يالتالى لحركنها داخل الجماعة الاسلامية المنتظمة .ولذلك فقد قادت طائفة من الاخوات الحركة النسوية العامة فى أوان تأسيسها فى السودان فى وقت كان الاسلاميون فى العالم العربى ينظرون بتشكك الى حركات المطالبة النسوية ويعتبرونها واحدة من مكائد الاجنبى على البلاد الاسلامية . ولاتزال ثلة من الاسلاميين يتمسكون بهذا الطرح ومنهم ثلة صغيرة فى السودان .وقد ساعد ضعف التقاليد الاجتماعية المتشددة فى السودان على توسيع الفرص امام المرأة للتحرك فى الحياة العامة . و نالت المرأة السودانية بفضل تلك الظروف وتقبل التيارات الاسلامية لمنحها المزيد من المكاسب والحريات مكانة مرموقة اذا ما قورنت بأوضاع النساء فى العالم العربى حتى فى تلك البلدان التى قادتها تيارات سياسية يسارية. فأوضاع المرأة السودانية فى جانب المساواة فى التعليم والعمل والفرص فى الحياة العامة أفضل من أوضاع نظيراتها العربيات جميعاً. وقد تمتعت المرأة السودانية بثمرة اعمال سياسة تمييزية لصالحها فى هذه المجالات كافة .ولكن السؤال لا يزال عالقاً هل بلغت المرأة مرحلة نيل الحقوق المستحقة لها تماماً مثل الرجل سواء بسواء ؟ والاجابة التى لا تحتاج الى تروٍ هى لا كبرى … فلا تزال المرأة على مبعدة من نيل حقوقها التى استحقتها بالكرامة الانسانية وبمساواة الانسان بالانسان وبالقاعدة الاسلامية الا فضل لأحد على أحد الا بالتقوى. فالتكليف واحد والحساب واحد والجنة واحدة والنار واحدة ولذلك مثلما الميزان واحد فان المسئولية واحدة والفرص واحدة . لايعنى ذلك تطابق التكاليف فهى لا تتطابق بين رجل وآخر و أمرأة وأخرى ولكن باتاحة الفرص كاملة أمام الجميع . فالحديث ليس عن تساوى النوع بالنوع . وانما الحديث عن تساوى الفرص فى كل ميدان وان اختلف التكليف باختلاف الحال . بيد أن المرأة فى السودان وفى غيره لم تبلغ هذا المبلغ بعد ولن تقترب من تحقيقه فى وقت قريب . تحول بينها و بين ذلك مفاهيم اجتماعية تسود فى أوساط النساء والرجال على حدٍ سواء . كما تحول دون ذلك أوضاع اقتصادية تجعل من المرأة أسيرة المحبسين النوع والفقر معاً . فالاحصاءات عن الفقر فى السودان وسائر انحاء العالم تدل على أن المرأة تقبع فى أدنى دركات الفقر . فالنساء يشل قدراتهن الفقر المدقع المقعد . وتزداد مع مرور الايام مسئولياتهن عن الاطفال. إن أفقر فقراء العالم هن النساء وأطفالهن. ولذلك فان الحركة الاسلامية عليها أن تتوقف عن الفخر بانجازاتها السياسية على صعيد التمكين السياسى . وان تشرع بقراءة الوضع الاجتماعى والاقتصادى للمرأة السودانية لاخراجها من ضيق الفرص الى سعتها ومن عجز الامكانية الى مكنتها.
د.أمين حسن عمر
كتاب الحركة الاسلامية السودانية..سؤالات وإجابات
د.أمين حسن عمر يكتب : الكيزان من نحن (19)
[…] د.أمين حسن عمر يكتب : الكيزان من نحن (20) […]