الخرطوم : الرآية نيوز
مسارب
توفيق جعفر عثمان يكتب :
قراءة للأوضاع السياسية السودانية
تتعرض الدولة السودانية بعد نيف وستون عاما من الاستقلال، لحالة من عدم الاستقرار الكل علي سبيل البنية الأساسيةلحال النخب السياسية،وادمان الفشل، قصدت بذلك كل النخب منذ صناعة الإستقلال، وضعف آلية الدولة لسبب تنازع النخب من مدنية وعسكرية، وترك التنمية،ومعالجة إشكالات الوطن الكبري في اصلاح الشأن المعوج،وتزايد المطامع الدولية والإقليمية، في وطن انشغل بالكراهية بين مفرداته السياسية، واطره واحزابه،وشخوصه…….. لسنا بصدد تفصيل عوامل ومسببات الاعياء، والعجز الذي أصابنا، لكننا بصدد تفسير مسببات،وعناصر التدخل الخارجي الكثيف،ومغزي ذلك، ونتائجه الكلية في المنظور البعيد!
الأراضي الشاسعة والخصيبة، وأكبر امتداد للنيل على مستوي كل دول الحوض جميعها…. والمعادن الظاهرة علي الارض، والأمطار الكثيفة، والغطاء النباتي والشجري، وتنوع الحيوان والمراعي الممتدة عشرات الآلاف من المساحات،….الخ اضف الي ذلك عدم قدرة النخب علي إدارة الوطن وجملة الانتكاس السياسي الوطني،وذلك مع وتزايد حالات الجفاف في دول الجوار،ثم اشتعال الصراع حول الماء بعد الصراع العنيف بين مصر واثيوبيا في سد النهضة وتزايد الرغبة في حشد السودان إلي من طرفي الصراع… في البلدين تكثر عوامل الجفاف ويزيد السكان وبمعدل تزايدي إذ يبلغ سكان مصر فوق
١١٠ مليون وكذلك سكان إثيوبيا نفس العدد وتنظم الدولتين حالة من الوعي بالتنمية والتقنيات المتقدمة بينما يقل سكان السودان ويقل الوعي بالتنمية والمصالح العليا لايزال أهل السودان يتنازعون حول من يحكم وينشغل الحكام بالقشور…..
والان تراجع الدور الوطني في حل المشكل السياسي، ليأتي الاخرون تسبقهم رغباتهم والمطامع لالتهام السودان وتقطيعه من اطرافه، فبعد أن انفصل الجنوب بسبب المطامع الدولية
،تاتي دارفور وهي الأن اعدت للانفصال، وتم عمل خريطة خاصة بها، بل وسميت إقليم دارفور وعين لها حاكم تمهيدا لانفصالها! اللقمة ياسادتي معدة وهناك أكثر من سيناريو لم يعد مخفيا واستعدوا يا أهل السودان للشتات واللجوء فبلدكم إذن مؤذن تقسيمه والسبب عجز النخب وصراعها المستمر حول الحكم، والكراسي وانشغالها عن التنمية وزرع معاني الوطنية الخالصة….. والي الملتقى في القادمات.