الخرطوم : الرآية نيوز
هيثم محمود يكتب :
يابرهان.. الدهر يومان!!
أمس أصدرت محكمة عسكرية حكماً بالسجن (٩) سنوات على رئيس هيئة الأركان السابق الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب وتنزيله لرتبة أقل كما حكمت على أفضل وأقوى وأنبل ضباط في الجيش السوداني بالسجن (٥) سنوات وطردهم من الخدمة مع تنزيلهم للرتبة الأقل وهم قائد المنطقة المركزية الأسبق اللواء الركن بحر أحمد بحر، واللواء الركن عبد العظيم علي الأمين، والعميد الركن محمد قرشي محمد الأمين، والمقدم ركن صالح فضل المولى.
كما حكمت المحكمة العسكرية بالطرد من الخدمة لكل من اللواء طيار ركن أبو القاسم علي ، واللواء ركن محي الدين أحمد الهادي.
قرارات المحكمة العسكرية التي صدرت في حق الفريق أول هاشم وإخوانه جاءت بناءً على حيثيات إتهامهم بالتخطيط لتنفيذ محاولة انقلابية في يوليو 2019.
ما دام أن البرهان قد وصل للسلطة بانقلاب عسكري قاده الخائن إبن عوف وأصبح رأس الدولة فمن الطبيعي جداً أن يفكر رجال في قامة الفريق هاشم واللواء بحر في الإنقلاب على مجلس عسكري يترأسه البرهان .. المجلس الذي سام البلاد سوء العذاب واذاق المواطن الويل ومرمط سمعة وتاريخ القوات المسلحة لدرجة جعلت حميدتي يتحرى مع قمة هرم القوات المسلحة الفريق أول ركن هاشم ويتم تسريب الفيديو لمزيد من إذلال القوات المسلحة!!.
على البرهان أن يعلم أن الفريق أول هاشم كان قد استشار قيادة الحركة الإسلامية التي ينتمي إليها ومنعه قادتها من تنفيذ الانقلاب رغم وجودهم في السجون بل ووبخوه على ذلك وبعدها صرف هاشم النظر عن الفكرة برمتها ولولا ذلك لكان البرهان اليوم يتقلب في زنازين سجن كوبر، فلا يعقل أن يفشل إنقلاب يعده ويخطط له رئيس هيئة أركان الجيش!!.
أما بقية الضباط الذين تم اقحامهم في المحاولة غير مكتملة الأركان وليس لها دليل سوى تسجيل فيديو تم تسريبه بعد مدة من تسجيله فهم من اشاوس القوات المسلحة الذين رفضوا بالصوت العالي تمدد الدعم السريع على حساب القوات المسلحة وجاهروا بذلك.
لم ولن تتوقف محاولات كبار الضابط في الإنقلاب على البرهان لأن الغيرة على الكاكي ورفض تمدد الدعم السريع على حساب القوات المسلحة هي الدافع الرئيسي لذلك وما أقوال مجموعة انقلاب بكراوي التي ملأت الدنيا وشغلت العالمين ببعيدة.
الأحكام القاسية بشأن الفريق أول هاشم ورفاقه تنتظر تأييد البرهان بصفته القائد العام للقوات المسلحة لتصبح نافذة وعلى البرهان قبل أن يوقع على قرارات التأييد التأييد أن يتذكر تكريمه لشهداء ٢٨رمضان وترقيتهم ورعاية اسرهم واستنكار محاكمتهم وإلا فانه يتعامل بسياسة الكيل بمكيالين.
فليعلم البرهان أن الدهر يومان يوم لك ويوم عليك، وأن الفريق هاشم واللواء بكراوي لم يريقوا دماً ولم يدمروا منشأة وأن العقوبة الصادرة في حقهم هي حق عام من صميم صلاحيات القائد العام الذي لم ولن يستفد من سجن رفقائه بعد رفتهم من الخدمة.
إذا كان التخطيط للانقلابات العسكرية السابقة من داخل الجيش فإن المحاولات الأخيرة التي جعلت الجيش يتعامل بحزم لم تكن من داخل الجيش ولو نجحت فحينها لن يكون البرهان بكوبر وإنما سيكون مكانه الدروة لأن التخطيط لها ليس بدافع وطني وإنما تنفيذاً لأجندة دول لا تريد للبلاد خيرا ولا للجيش تماسكاً.
على البرهان أن يحكم عقله ويفرق بين أصدقاء السلطة الزائفة ورفقاء السلاح والدرب والمصير فهؤلاء مهما بلغ بهم الأمر فلن يخونوا عهداً ولن يمارسوا عمالةً أو أرتزاقاً!!.