حسين خوجلي يكتب : هدية إلى رؤساء الأحزاب السودانية .. هذه الحكاية بديلاً لمقدمة ابن خلدون التي لا تستطيعون
السودان
الخرطوم : الرآية نيوز
حسين خوجلي يكتب :
هدية إلى رؤساء الأحزاب السودانية .. هذه الحكاية بديلاً لمقدمة ابن خلدون التي لا تستطيعون
ضيعنا زماناً نفيساً وأضعنا جهداً لا يستعاد ونحن نقرأ ونبحث في كتب فلسفة السياسة، والتي زعم الغربيون وتلاميذهم من المستشرقين والمستلبين من بني جلدتنا الذين زعموا أن كل الحكمة وفصل الخطاب هي في جمهورية افلاطون، وكتاب الأمير ليمكافيلي، والعقد الاجتماعي لجان جاك روسو. وعندما قرأنا تدبراً مقدمة ابن خلدون تأسفنا على كل ساعة ضاعت في هذا الإرث الغربي المضني غير المفيد.
ولأن قيادات الأحزاب السودانية ليس لها وقت ولا صبر على قراءة المقدمة فإننا تقديراً لظروفهم العسيرة في السياسة والكياسة نهديهم هذا الدرس اليسير في تاريخ السياسة العربية الاسلامية التي تفوق كل مجلدات الغربيين، التي نطير إلى عواصمهم زرافات ووحدانا لننال درجات الدكتوراة التي ما زادت جامعاتنا إلا جهلا ولا حكوماتنا إلا فقرا وقهراً.
تقول الحكاية أنه كان لعبد الله بن الزبير مزرعة في المدينة مجاورة لمزرعة يملكها أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان في دمشق. وفي ذات يوم دخل عمال مزرعة معاوية إلى مزرعة ابن الزبير، وقد تكرر منهم ذلك في أيام سابقة؛ فغضب ابن الزبير وكتب لمعاوية في دمشق وقد كان بينهما عداوة قائلاً في كتابه:
من عبدالله بن الزبير إلى معاوية ( ابن هند آكلة الأكباد ) أما بعد: فإن عمالك دخلوا إلى مزرعتي، فمرهم بالخروج منها، وإن لم يفعلوا فو الذي لا إله إلا هو ليكونن لي معك شأن!
فوصلت الرسالة لمعاوية، وقرأها، ثم قال لإبنه يزيد: ما رأيك في ابن الزبير أرسل لي يهددني ؟
فقال له إبنه يزيد: أرسل له جيشاً أوله عنده وآخره عندك يأتيك برأسه.
فقال معاوية:”بل خيرٌ من ذلك زكاةً وأقربَ رُحماً “.
فكتب رسالة إلى عبدالله بن الزبير يقول فيها:
من معاوية بن أبي سفيان إلى عبدالله بن الزبير ( ابن أسماء ذات النطاقين ) أما بعد: فوالله لو كانت الدنيا بيني وبينك لسلّمتها إليك، ولو كانت مزرعتي من المدينة إلى دمشق لدفعتها إليك، فإذا وصلك كتابي هذا فخذ مزرعتي إلى مزرعتك وعمّالي إلى عمّالك؛ فإن جنّة الله عرضها السموات والأرض!
فلمّا قرأ ابن الزبير الرسالة بكى حتى بلّ لحيته بالدموع، وسافر إلى معاوية في دمشق وقبّل رأسه، وقال له: لا أعدمك الله حلمك، أحلّك في قريش هذا المحل.
ومن الفوائد التي يرسلها أهل السودان إى متنطعي الشيعة والسنة أنهم حين يقرأون أخبار السير في الاسلام يقولون سيدنا علي وسيدنا معاوية ويزيدون إن أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.