إبراهيم عثمان يكتب : عن غفلة القادرين على الانتباه

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

عن غفلة القادرين على الانتباه

أن يتغافل إسلامي ساخط على الإنقاذ عن قائمة طويلة من مسببات السخط على قحت، فيتغاضى عن مشروعها للتبعية الثقافية والسياسية والاقتصادية، وعن ارتباطاتها الخارجية المشبوهة، وعن رغبتها المعلنة في دوس مخالفيها، وعن رعبها من الانتخابات، ورغبتها في التمكين والإقصاء والحكم بلا تفويض … أن يتغافل عن هذا، وكله كان واضحاً، ويسير خلفها ويلتزم بالجدول “الثوري” لقحت وواجهة تجمع المهنيين، ويتنازل طوعاً عن أي دور في نحت الشعار أو تحديد المسار، ويرضى من الغنيمة بالإعفاء من الدوس …. ثم (يتفاجأ) بعد وصول قحت إلى السلطة بكل هذا الذي تجاهله، بل وبمعدلات كبيرة منه فوق المتوقع بكثير، وبكثير غيره من المفاجئ فعلاً كالدوس الاقتصادي الشديد للشعب .. أن يفعل/يحدث له كل هذا،، ويكون خياره بعد ( المفاجأة !) هو المعارضة فذلك تائب بعد غفلةٍ تعمدها . وإن اختار الصمت الهروبي فهذا غافل بعد عظةٍ تجاهلها . وإن اختار الصمت المتواطئ، فهذا مكابر يخادع ضميره ..

أما أن يكون هناك من الإسلاميين من يتغافل عن كل هذا وعن نصيبه من الدوس ويغفر، ويرى في تجربة قحت خيراً يجعله يدَّعي أنه كان منذ البداية من أتباع جدولها الثوري، ثم يتصرف وكأنه ازداد افتتاناً بها بعد تجربتها في السلطة، إلى درجة أنه قرر الإقامة الدائمة في صالون العزاء الذي نصبته منذ ٢٥ أكتوبر من العام الماضي واستمر حتى الآن، ليشاطرها الحزن الشديد على مشروعها المُصحّح/(المُنقلَب) عليه، ثم يحسم خياراته ويزهد في التحالفات ما عدا التحالف الاستراتيجي مع قحت الذي يقفز فوق كل الحواجز ويتحدى كل الممانعات، مع عدم قدرته على إعلان مشاركته في تظاهرات “تجم” و”لجم” مخافة الدوس، آملاً في أن ترحيب قحت سيكون مضموناً وهي الضعيفة الكسيرة، المقدرة “اـعصرة الفُراش”، الباحثة عن أتباع وجبهة معارضة عريضة تقودها، بعد زوال ملكها وانتهاء أيام حرصها على جبهة الحكم الضيقة، أما هذا الإسلامي بهذه المواصفات، فالحكم على سلوكه متروك للقارئ ..

إبراهيم عثمان

اترك رد