عقيد ركن معاش عائد الملك يكتب : الإحتراف {٢١}
السودان
رصد : الراية نيوز
عقيد ركن معاش عائد الملك يكتب : الإحتراف {٢١}
هو الفعل الوحيد الذي جعلنى في غنى عن أي إنتماء او إلتزام خلال ممارستي لمهنة حماية أهم شخصية فى البلاد مررنا خلالها بكثير من المواقف ساقوم بسردها إن إتسع لي صدركم والزمن .
فى اللقاءات الجماهيرية من على المنصة خلف السيد الرئيس كنت حريص ان استلم المكتوب من كل من لديه مظلمة او طلب وكنت إكتشفه من خلال المراقبة من خلف النظارة السوداء من على المنصة فمن اشك ان عنده طلب يريد ان يسلمه الرئيس من خلال علامات واضحة فى تصرفه بين الجمهور ارسل من يستلمه منه مكتوبه ويطمنه . صراحة ليس من باب حل اشكال هذا الطالب او المظلوم ولكن حتى أظهر الوجه الحسن عن من اقوم بحمايته اولا وثانيا لو لم استلم منه طلبه وهممنا بالمغادرة وفقد الامل يمكن ان تتولد فيه طاقة يمكن بها ارتكاب ما لا يحمد عقباه وكنا نفحص طلبه مخافة ان يكون فيه ما يريب ويؤتى به مع عناصر المقدمة احترازا عندها أسلم المكتوب لمدير المكتب وعندما استفسرنى ذات مرة عن هذا الفعل قلت له الامر من باب أداء واجب الحماية والاحتراف وليس فعل اجتماعي وانت مخير فى حل الأشكال من عدمه .. واذكر صراع أدى الي اقتتال قبلي بين قبيلتين فتم تحديد لقاء لناظري القبيلتين مع السيد الرئيس الساعة الخامسة موعدا لحضورهما لبيت الضيافة مع المحازير ألا يلتقياء إلا مع السيد الرئيس فقمت بترتيبات إستقبالهم كل فى صالون مختلف والغضب بادي على محياهم وفى الموعد المضروب أي عند الخامسة قمت بادخالهم للسيد الرئيس ومضت خمسة دقائق من المغرب بعدها خرجو ثلاثتهم يضحكون ويتقافشون .. تري بربك ماذا قلت لهم سيدي الرئيس ليتغير حالهم من حال إلي حال ودخلو المسجد فيها أضحى الناظرين يتعازمون كل يطلب من أخاه ان يؤمهم فى الصلاة هنا تدخل السيد الرئيس ضاحكا المغرب زمنو ضيق ما حنقدر نلحق نعيده عشان كدا خلو الإمام الراتب يصلى بينا فدخلو فى نوبة ضحك فى المسجد وهم يهامسون ضاحكين يا السيد الرئيس يعنى ما عندك ثقة بصلاتنا.
وذات عيد الفطر بعد الصلاة كانت المعايدة فى بيت الضيافة حيث اجتمعت كل الاطياف وزراء قضاء رجالات طرق صوفية وادارات أهلية ورؤساء أحزاب فامتلات الصالة عن آخرها وبعد البرنامج اختلط الحابل بالنابل ومقالدات ومطايبات من الجميع مع الجميع والسيد الرئيس بينهم هنا تحررت قليلا من الواجب فاستغليت الفرصة وتطرفت وهو اول يوم فطر بان أخرجت الكيس ودنكلت سفة لاضعها على شفتي بعد انقطاع دام شهرا وإذ بالسيد دقنة وزير الدولة بالداخلية ياخذ بيدي ضاحكا انت تسف فى بيت الرئيس فاوصلت السفة إلى مكانها ثم قلت له هو انا ختيتو فى خشمي يعنى بيت الرئيس أهم من خشمي فضحك..ثم سرحت فى هذا الود السوداني بين الجميع رغم اختلاف مشاربهم لا يجمعهم سوى سودانويتهم ..فايقنت كم هو عظيم هذا الشعب حيث لا يميزه افريقانيته أو عروبته بل يميزه قيمه النبيلة متى مافقدناها فقدنا هويتنا التي تعرفنا بها الدنيا كلها والمبنية على لون بشرتنا التى تشبه لون تربتنا ومويتنا ثالوث البساط الذي جرت عليه سجيتنا وطيبتنا اخوتي اختلفو سياسيا فهو اختلاف تكامل ولكن
فضلا أعيدوا انتاج القيم السودانية واحسنوا تسويقها وسط النشء.
وتخيل كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني ..
عقيد ركن معاش عائد الملك
[…] عقيد ركن معاش عائد الملك يكتب : الإحتراف {٢١} […]