إبراهيم عثمان يكتب : قناعات وأحلام
السودان
الخرطوم : الراية نيوز
إبراهيم عثمان يكتب :
قناعات وأحلام
لولا تكامل عدد من القناعات والأحلام عند الحزب الشيوعي لما خرج من قحت، ولما زهد في حكومتها، ولما اختار طريق “التغيير الجذري” بـ “الثورة” الجديدة بدلاً عن الانتخابات :
▪️ قناعته بأن حكومة قحت فاشلة وساقطة لا محالة، وأن قحت لم تفعل بالسلطة شيئاً سوى فضح نفسها .
▪️ قناعته بأن الأحزاب المسيطرة على قحت أحزاب صغيرة ولا وجود حقيقي لها بين الجماهير ..
▪️ قناعته بأن حزب الأمة أصبح يتصرف كأي حزب فكة، بل كتابع لأحزاب الفكة، ولذلك يسهل استخدامه لخدمة أي مشروع ..
▪️ قناعته بأن أحزاب الفكة القحتية، وتابعها حزب الأمة القومي، والمؤتمر الشعبي ممثلاً في أماناته غير المجازة لن تقاوم سلطته، عند قيامها، مقاومة يؤبه لها، وقد تلتحق بها في النهاية ..
▪️ قناعته بأنه ( أي الحزب الشيوعي ) قد صنع وجوده الخاص المؤثر بين الجماهير عبر ما يسمى بلجان المقاومة ..
▪️قناعته بأن اللجان تكفي لصناعة “ثورة” جديدة، لكنها لا تكفي لاكتساح الانتخابات..
▪️ قناعته بأن الأحزاب خارج قحت، بما فيها المؤتمر الوطني، بلا فاعلية يُخشى منها، بدليل استسلامها لحكم قحت الفاشل، وبالتالي قناعته بأنها سترضخ لحكمه ..
▪️ قناعته بإمكانية تحقيق حلمه في سيطرة شيوعية كاملة ينجز عبرها التغيير الجذري كما يخطط له، بعد إسقاط النظام بواسطة اللجان، وحركتي الحلو وعبد الواحد، وبعض الضباط “الشرفاء”..
▪️ قناعته بأنه قادر على تحقيق حلمه بتفكيك الأجهزة النظامية بما يكفي لجعلها أجهزة مثالية لحكم ثوري شيوعي ..
من الواضح أن الشيوعي لم يخطئ تماماً في هذه القناعات والأحلام عدا الحلمين الأخيرين اللذين تقول المعطيات الحالية بصعوبتهما .. وطالما استمرت هذه القناعات والأحلام، وطالما استمرت أحلام قحت غير البعيدة عنها، وأصبحت هي المحرك الأول للفعل السياسي، وطالما اُستُبعِدَت الانتخابات كمخرج لأن القوى “الحية” تخشاها، وطالما رُهِن مستقبل البلاد للتوافق الذي يشمل الشيوعي وقحت، أو يقوم أساساً عليهما، وفي غياب أي مخرج آخر، فإن الأرجح أن تستمر حالة الانسداد، وتتعقد الأزمة، وقد تُستنسَخ تجارب اليمن وسوريا وليبيا بكاملها بعد أن عشنا بعض فصولها فيما يلي الأمن والمعيشة والتدخلات الخارجية ..
إبراهيم عثمان
[…] إبراهيم عثمان يكتب : قناعات وأحلام […]