إبراهيم عثمان يكتب : جوهر الأزمة القحتية

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

جوهر الأزمة القحتية

دعونا من استهلال قحت لبيانها الأخير بالترحيب بزيارة بايدن للمنطقة وكأنها كانت تملك رفاهية ألا ترحب، فهي خفة متوقعة منها . ودعونا من حشرها لأزمة أوكرانيا في البيان و ( كِسير التلج ) لأمريكا، فهو تصرف يشبهها . ودعونا من تحريض العالم على النظام الذي ( يهدد استقرار البلاد وجوارها الإقليمي والدولي )، فالتحريض عادتها المزمنة التي لا تستطيع التخلي عنها، ولنتجاوز عن الركاكة في جملة ( جوارها الإقليمي والدولي ) فإذا كان كل الجوار يشكل الإقليم، فلن يكون هناك ( جوار دولي )، لكن لنجد لها العذر فهي تريد تحريض الجميع في جملة واحدة لم تحسن صياغتها، لكن المعنى التحريضي الكامل سيصل ..

دعونا من كل هذا ولنناقش تشديدها على عدم ( دعم أي شكل من أشكال الحلول السياسية التي لا تخاطب جوهر الأزمة السودانية ) ودعوتها لـ( تأسيس سلطة مدنية ديمقراطية ذات مشروعية شعبية )، ولتكن المناقشة في شكل أسئلة :

▪️لماذا لم تأتِ على ذكر قرار البرهان الأخير بانسحاب الجيش من الحوار وتركه للمدنيين ؟

▪️لماذا لم تذكر أن “جوهر الأزمة” الآن، بالنسبة لها، هو انسحاب الجيش من الحوار الثنائي معها ؟

▪️لماذا لم تذكر العقبات التي تواجه حوار المدنيين، وتوضح أنها تتعلق بعدة فيتوهات من جانبها، ولماذا لم تدافع عن هذه الفيتوهات كما تفعل في بياناتها الموجهة للداخل ؟

▪️لماذا لم تعبر بصريح العبارة عن أن الحلول التي ترفضها وتحرض العالم على رفضها هي تلك التي تحظى بأكبر إجماع ممكن ؟

▪️ لماذا لم تذكِّر أمريكا باشتراطها أن يكون التفاوض ممرحلاً تنفرد هي بتمثيل المدنيبن في مرحلته الأولى، على أن يشكل الجيش طرفه الثاني ، مع عرض يشبه “عزومة المراكبية” للرافضين لفكرة التفاوض، أي الشيوعي وواجهاته، على أن تسمح للبقية بالمشاركة في المراحل التالية تباعاً، بحيث يشترك حملة السلاح ومن ترضى عنهم في المرحلة الثانية، ثم يأتي البقية في المراحل الأخرى حسب الترتيب الذي تراه ؟

▪️ كيف تكون السلطة سلطة مدنية حقيقية، وتعريف المدنية عند قحت يقتصر عليها وحدها – إضافة للشيوعي وواجهاته إن رضوا بمشاركتها – دون سائر القوى السياسية ؟

▪️ وكيف تكون سلطة ديمقراطية حقيقية، وهي تقوم، كما تريد قحت، على تفويض/ عطاء من الجيش لها حصراً ، لا على أي شكل من أشكال التفويض الديمقراطي ؟

▪️ وكيف تكون سلطة ذات مشروعية شعبية بلا أي قياس حقيقي لهذه المشروعية إلا ما يقدره الجيش بعد الرضوخ للضغوط الدولية ثم ضغوط قحت ؟

▪️ كم هو مقدار المشروعية الشعبية الحقيقي الذي يتوفر لأحزاب البعث، والجمهوري، والناصري، والمؤتمر السوداني، والرفاق في التجمع الاتحادي ؟

▪️إذا كانت هذه الأحزاب، وتابعها حزب الأمة القومي، تثق في امتلاكها للمشروعية الشعبية، فلماذا تصر على فترة انتقالية كاملة جديدة، ولا ترغب في إكمال ما تبقى من الفترة الانتقالية الممتدة منذ أكثر من ثلاث سنوات، بالتركيز على تهيئة المناخ لانتخابات حرة نزيهة، تغنيها، إذا فازت بها، عن زحمة الشركاء ؟

إبراهيم عثمان

إبراهيم عثمان يكتب : قناعات وأحلام

اترك رد