حسن إسماعيل يكتب : ركنيات ( 11 )
السودان
الخرطوم : الراية نيوز
حسن إسماعيل يكتب :
ركنيات ( 11 )
ورشة خلع الازياء (نادى العراة )
– لحكمةِِ يعلمها الله وحده ارتضت رموز قحط أن تتنادى إلى مايُسمى بورشة تقييم الفترة الإنتقالية وتقوم هنالك برذيلة جديدة هى رذيلة خلع الأزياء وفضح العورات وتبادل الهجاء واللوم دون أن يكون كل الذى قيل فى تلكم الورشة لديه أي ارتباط بأي منهج علمى فى النقد والمراجعة !!
– فلو كان تحالف قوى الحرية والتغيير جادا فى عملية التقييم لكانت على غير هذا المنوال ولكان الأوفق أن تتم عملية مراجعة أولية داخل الجمعية العمومية لقوى الحرية والتغيير او قل مكتبها السياسى الموسع وأن يتم الإستماع أولا لمراقبين من خارج الطاقم التنفيذي للدستوريين الذين مثلوا قحط فى الحكومات فيٌحكم بذلك الإطار النقدى واطار المراجعات ثم يتم تحليل الأخطاء والإخفاقات عن طريق حيوية وحرية النقاش ثم يصدر كل ذلك فى ورقة متفق عليها يمكن الدفع بها فى مثل هذه الفعاليات … ولكن ….
– الذى حدث فى تلكم الورشة كان أشبه بسوق عكاظ كل من يأنس فى نفسه (الغبينة) ينهض (فيفشها) وتبارت قيادات قحط فى كشف عورات بعضهم بعضا دون أن يستفيد المواطن المسكين شيئا سوى اكتشافه أنه يقرأ مجلة صفراء من مجلات الفضائح السياسية … ( حمدوك كان قاعد ساكت وحميدتى استمال المدنيين فى مجلس السيادة فباعوا له ملف السلام) ….بالله عليكم هل يحتاج هذا الكلام الذى قاله صديق تاور لورشة والجميع يعلمه وكتبوا فيه المقالات والدوبيت وحتى النكات !!
– فمثلا ماذا يستفيد الناس مما قاله إبراهيم البدوى وزير المالية الأفشل فى تلكم الورشة وماهى الخُلاصات التى يمكن أن يُبنى عليها؟ تعالوا لنضحك مع الرجل ( الخبرة )
– فقد ذكر البدوى أن الإقتصاد فى عهد الإنقاذ كان مشوها ومن إشارات ذلك التشويه أن الإنقاذ كانت تصرف ١٢% من الناتج المحلى على دعم المحروقات…حسنا.. حسنا .. قام البدوى ومن أتوا من بعده بمعالجة تلكم التشوهات حسب زعمه ووفر للخزانة مايقدر ب١٢% فأين ذهبت تلكم الوفورات وأين صُرفت؟ هل ذهبت لدعم التعليم والصحة ؟ ومياه الشرب وزيادة إنتاج الكهرباء ؟ بالطبع لا فهذه الخدمات طاف عليها طائف من (فشلة) قحط فأصبحت كالصريم!! نعم ماالذي تحقق بعد رفع الدعم عن الوقود؟ اشتعلت الأسعار وتصعّبت حياة الناس وتضاعفت كلفة المعيشة إلى أكثر من (٥٠٠%) فهل عالجت وفورات ميزانية دعم الوقود وبرنامج ثمرات جرح المسغبة والجوع والفاقة التى لحقت بالناس؟
-إن مشكلة إبراهيم البدوى والذى اختار المعيشة فى جناح فى برج الفاتح وهو يقوم بالحاق الأذى بالشرائح الضعيفة وهو تحت مكيفات الفريون – مشكلته – مثل مشكلات بقية الموظفين الدوليين التابعين للمؤسسات المالية العالمية ( يدقون البربندى ) مكان يأمرهم سيدهم صندوق النقد الدولى ولايأبهون لصراخ الشرائح المسحوقة
– يقول البدوى إنه قرر زيادة المرتبات لاستعادة الطبقة الوسطى !! ( الزول ده نصيح ) ؟؟؟
– فالمعروف ان توصيف الطبقة الوسطى هو توصيف ثقافي اجتماعي اكثر من كونه توصيف إقتصادى وأن استخدامه سياسيا أكثر فى مقابل أن توصيف ( الفئات ) هو الأصح اقتصاديا ولكن من قال للبدوى أن الطبقة الوسطى تتكون من موظفي القطاع العام حتى يستعيدهم بزيادة المرتبات؟ ( الزول ده ادوهو راسو ) فالطبقة الوسطى هى الطبقة ( الحرة ) غالبها من المهنيين والحرفيين وأصحاب المشاريع الصغيرة وصغار المنتجين و(بعض) أفندية الحكومة من كبار المديرين ( الدرجات القيادية ) …. شفت كيف؟
-ثم مَن مِن الناس لايعلم أن ضخ أية أموال فى شكل مرتبات دون أن يقابلها زيادة فى إنتاج السلع والخدمات سيقود إلى نتائج كارثية تضخمية ثم عجز عن الشراء ثم كساد قاتل ثم فقر مدقع وهذا ماتحقق بالضبط على يدي البدوى فلماذا تخطئ قحط مرتين ، المرة الأولى وهى تسند له وزارة المالية والمرة الثانية عندما أجلسته على مقعد التقييم ؟؟
– المضحك والمثير للغثيان أن كمال كرار المُعقب على الورقة اشتبك مع البدوى واتهمه بأنه تجاهل البرنامج الإقتصادى لقحط ونفذ برنامج البنك الدولى فنهض صديق الصادق قائلا …(باركوها ياجماعة مافى مشكلة ممكن ندمج البرنامجين فى برنامج واحد وننفذوا) وكأن البدوى لايزال وزيرا وقحط لاتزال حزبا حاكما وصديق يسعى بينهما على حمار النوم الأعرج !!
– البدوى صاحب الخيال الواسع الذى قال إن أصدقاء السودان سيدعمون الموازنة بثمانية مليار دولار ارتكب ثلاث موبقات قاتلة فى عهده ….
– أولها انه سمح (بتشليع) وزارة المالية فتم إخراج ادارة شراء السلع الاستراتيجية إلى لجنة تتبع لرئيس الوزراء وجلس هو عاجز حتى عن تخليص باخرة بترول رابضة فى الميناء لأن الصلاحيات كانت قد أُخذت منه لصالح شلة المزرعة
– وثانيها أنه سمح للجنة حزبية مشبوهة مثل لجنة التفكيك بممارسة صلاحيات نزع الأموال والعقارات والمشاريع وإدارتها وهو واقف يتفرج !!
-وثالثها أنه وزير المالية الوحيد فى تاريخ السودان الذى لاعلم له ببند المرتبات الدولارية التى تأتى إلى مكتب حمدوك وتُصرف وهو آخر من يعلم ولايملك حتى حق السؤال عنها !!!!!
– ثم …سؤالين أخيرين للخبير بدوى …فهل استرجعت أموال دعم (الكرونا) من وزير الصحة الأسبق؟ أم ( باركتوها والعفو والعافية) ؟
– ثم …. ياعزيزى البدوى …. ياخوى من الذى أخذ كمبيوتر وزارة المالية الذى به كافة المعلومات المالية والإقتصادية والاستراتيجية منذ الاستقلال إلى يوم الناس هذا وماذا فعلتَ أنت حيال هذه السرقة؟ بالطبع لم ولن تفعل شئ …هى أصلا البلد لازماك فى شنو؟ كل الذى لك فيها جناح فى فندق تسلم مفتاحه وتسافر
– ولاحول ولاقوة إلا بالله
24 يوليو ٢٠٢٢م