إبراهيم عثمان يكتب : بين عبورين

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

بين عبورين

▪️ لا تستطيع قحت أن تتباهى بـ ( عبور ) أنجزته، أو سارت في طريقه، إلا أمام أسيادها الخواجات، وهو الذي يتعلق بالتبعية السياسية والاقتصادية، وبالعلمانية ولوازمها من ربا وخمور وفجور وردة وإلحاد وسيداو .. إلخ .

▪️ أما أمام الشعب فلم يكن لديها ما تتباهى به سوى ما تلقته من جوائز ومكافآت غربية على هذا “العبور”، ولم يستفد منها الشعب شيئاً لأنها كانت أقل بكثير من الدوس الذي حدث له، ولأنها كانت لا تقارن مع التراجع والتدهور الذي حدث في كل المجالات ، وهو على كل حال الإنجاز الذي تعمل الآن بكل قوة لإقناع الغربيين لسحبه لأنه مشروط بحكمها !!

▪️ أما الإنجاز الآخر، أي سلام جوبا الذي طالما صوروه كإنجاز تاريخي غير مسبوق، فقد عادوا مؤخراً وتبرأوا منه ونسبوه بالكامل للمكون العسكري، وقالوا فيه ما لم تقله المنصورة في حمدوك .

▪️إنجاز توطين زراعة الكبد في السودان بواسطة مستشفى علياء، يعطي صحة إضافية للقول : إنه ما من إنجاز ملموس في السودان خلال الثلاث سنوات الماضية، يستحق أن يُدرَج ضمن إنجازات ( العبور ) بمعناه الحقيقي، إلا وكان جزءاً من “فضلة خير” الإنقاذ .

▪️ويعطي أيضاً صحة إضافية للقول : إنه ما من إنجاز إنقاذي كان، عند الانقلاب عليها، في مرحلة متقدمة، أو في اللمسات الأخيرة، إلا ونال نصيبه من حالة القحط، إما بسلبطة واستعراض قحاتي مبالغ فيه، أو بتأخير، أو بتضاعف تكلفة، أو بتعطيل تام.

▪️ هذه الحقائق أكدتها من قبل عدة إنجازات في مختلف المجالات ، براً وبحراً وجواً، منها إنجاز القمر الصناعي، الذي أراد الأستاذ محمد الفكي تجيبره لصالح نظامه، حين ظهر مستعرضاً، منتشياً، معدداً لفوائده، متفاخراً بـ “شفافيتهم” التي أعلنت عنه يوم إطلاقه، غامزاً من قناة “النظام المباد” الذي كان “يخفي” هذا الإنجاز وأمثاله عن الشعب !!!

▪️ ولا أدري كم يحتاج الإنسان من البلادة، أو التبالد، ليسلِّم مع الفكي، بأن العمل في صمت على القمر الصناعي وغيره من الأشياء الحساسة، وغيرها، بلا دعاية ولا استعراض زائدين، هو منقصة للإنقاذ إذا قورن باستعراض قحت ودعايتها لعبورها الكاذب الذي أورثنا القحط والجوع .

▪️ المؤكد، قياساً إلى سجل أداء اللإنقاذ، أن هذه الإنجازات التي تأخرت، وتلك التي تعطلت كانت فرصتها في الاكتمال الأسرع والأفضل أكبر في عهد الإنقاذ منها في عهود ما بعد انقلاب اللجنة الأمنية .

▪️ والمؤكد أيضاً، بذات القياس، أنه لو لم ينجح انقلاب اللجنة الأمنية لما مرت الثلاث سنوات التي انقضت بدون إنجازات إنقاذية جديدة كبيرة بجهد وطني خالص تقربنا أكثر من العبور، إذ لم يكن معتاداً أن تمر مدة كهذه بلا إنجازات كبيرة .

▪️ وبالتأكيد ما كانت الإنقاذ لتحتاج لإنجازها إلى رفع الدعم بالصورة المجنونة التي حدثت، ولا لمضاعفة الجمارك ٣٠ ضعفاً، ولا مضاعفة الضرائب والرسوم، ولا لرفع يدها عن مجانية العلاج وانسحابها عن دعم كثير من الخدمات . وحتى لو سارت مضطرةً في هذا الطريق ما كانت تملك من القسوة ما يجعلها تسير فيه بطريقة حكومة قحت .

▪️ ولو فعلت الإنقاذ ما فعلته قحت بالدعم والجمارك والضرائب والرسوم وغيرها، ومدت يدها بغلظة إلى جيوب المواطنين كما فعلت حكومات ما بعد انقلاب اللجنة الأمنية، فالمؤكد أن الإنجازات الإنقاذية الجديدة كانت ستكون أكبر والخدمات أفضل .

هذه الحقائق، وكثير غيرها يتعلق بأداء الإنقاذ وأداء قحت، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن “المباد” لم يكن هو النظام السابق ومؤسساته فقط، وإنما أيضاً العقل، والوعي، والأخلاق، والوطنية، والسيادة، والإرادة، والإنتاج، والعمل الحقيقي المخلص ..

إبراهيم عثمان

اترك رد