الخرطوم : الراية نيوز
▪️ لو كانت قحت – المركزي قد نزلت قليلاً من برجها العاجي وتخلصت جزئياً من الإقصاء، ورددت مع البقية ( ما عدا المؤتمر الوطني )، هذه العبارة الإقصائية التي لم تأتِ أبداً على لسان أي من قادتها، لأنهم يرون فيها منتهى التبذير الديمقراطي والسفه الحرياتي، إن جاز التعبير، لأنها تحرمها من انفرادها بالجزء الأكبر من السلطة، لو كانت قد قبلت بهذا المستوى من الإقصاء، ربما لما كان اعتصام القصر، ولما كانت قرارات ٢٥ أكتوبر، ولما سعدت بإسقاطها كل الأحزاب ما عدا الأحزاب المكونة لها، وبعض أذيالها ..
▪️ ولو كانت قرارات ٢٥ أكتوبر انقلاباً بالمعني الحرفي للانقلاب الذي يستهدف أكثر ما يستهدف المُنقلَب عليهم، لدخلت ( ما عدا قحت – المركزي ) إلى القاموس السياسي وكانت من أكثر الجمل تداولاً على ألسنة قادة ( الانقلاب ) ومن أيدوه، ولكان جزءاً كبيراً من عمل قحت ينصرف إلى مقاومة هذا الإقصاء، ولكانت هذه المقولة موضوع شكواها الرئيسية للسفارات ..
▪️ ولو كان هذا قد حدث فإن معنى ( ما عدا قحت – المركزي) سينعكس تماماً، ويناقض المعنى الذي تعتمده قحت – المركزي الآن لمصلحتها، أي ذلك الذي يحمل معنى ( الجميع محرومون من التفاوض في مرحلته الأولى الأهم، أي الخاصة بوراثة السلطة، ما عدا قحت – المركزي ) .
▪️ ولو كان المؤتمر الوطني وشركائه في الحكم قد قرروا مقاومة انقلاب اللجنة الأمنية، ونظموا تظاهرات مستمرة ضد كل المنظومة الحاكمة بعد الانقلاب، وقالوا إن التفاوض في مرحلة “إنهاء الانقلاب” يخصهم وحدهم، وإنهم سيسمحون بدخول الحركات المتمردة في المرحلة الثانية وهي مرحلة التأسيس الدستوري ثم بناء مؤسسات الحكم ، على أن ينتظر البقية الانتخابات، لو كان المؤتمر الوطني وشركائه قد قالوا هذا، حتى لو كانت مجرد أحلام لا قدرة لهم على فرضها، لما كانوا قد ارتكبوا جنايةً تزيد على ما ترتكبه قحت – المركزي بعد إبعادها من السلطة بواسطة ما تبقى من اللجنة الأمنية .
إبراهيم عثمان