الخرطوم : الراية نيوز
مواقف وتساؤلات :
1- لماذا عدت للعمل الحزبي؟
العمل السياسي عمل تنظيمي وجماعي، ومن المهم للفاعل الفرد أن يوجه فعله نحو عمل تنظيمي جماعي؛ ليكون لجهده وقع ذو بال في حركة المجتمع الإصلاحية. فكان من المهم لي على المستوى الشخصي أن أنتظم في العمل السياسي الحزبي من جديد، بعد الثورة وبعد تجربة حزبية. فكل ذلك كان رصيدا للمراجعة والتفكير والوصول لمرحلة النضج والإدراك السليم للواقع.
2- لماذا دخلت حزب حركة المستقبل للإصلاح والتنمية؟
لعدة أسباب فالحركة جزء من التيار الوطني الإسلامي الذي يؤمن بالعمل السياسي المدني الديمقراطي، وهي متصلة بتاريخ تطور الحركة الإسلامية السودانية، وللحركة وعي كبير بقضايا البلاد ووحدتها ونهضتها الاقتصادية، كما أنها حركة ولدت من رحم صراع إصلاحي ضخم ظل ينادى بضرورة التغيير والتقدم للأمام وفق قيم العمل المؤسسي ومبادئ وطنية ومرجعية إسلامية راشدة. ومن الأسباب أيضا أنني نظرت للتحديات الماثلة حاليا وتمدد تيار التغريب والعولمة والشعبوية الليبرالية وتمدد التدخل الأجنبي في البلاد وحين أدركت كل ذلك فهمت ضرورة العمل الجماعي الاستراتيجي، العمل الذي يجمع بين الأفكار والممارسة فلا يكون عملا نخبويا محضا ولا يكون كذلك حركة شعبوية بلا رؤية. وحركة المستقبل للإصلاح والتنمية تحمل ملامح لهذا النوع من العمل السياسي القومي الممتد على طول البلاد ولكنها كذلك مطالبة بأن تبذل جهدا كبيرا من أجل أن تحقق الغايات السامية التي تنادي بها.
3- لماذا لم تعد للمؤتمر الشعبي؟
حتى اليوم لا أرى نفسي بعيدا عن المؤتمر الشعبي، بل دوما أرى أننا جميعا في اتجاه واحد. تقديرات سياسية حول سهمي المباشر في العمل العام وفي أي اتجاه يكون أفضل وأكثر فاعلية بجانب نقدي لتجربة ديسمبر كل ذلك دفعني للقناعة بأن مجهودي أفضل له أن يتم في حركة المستقبل. ولكني أيضا مؤمن بأن التيار الوطني العريض يشملنا والمؤتمر الشعبي مع تيارات أخرى، ومؤمن كذلك بأن المشهد المستقبلي سيذهب نحو تحالف وطني عريض يُمكن أن يقود البلاد نحو الاستقرار والنهضة ومواجهة المشروع الأجنبي في البلاد.
4- علاقة حركة المستقبل بالنظام البائد؟
الحركة اليوم هي حزب جديد متصل بتطور التيار الإسلامي والوطني منذ بداية النشوء في الأربعينات من القرن الماضي، بالتالي فهي ذات صلة فكرية وأخلاقية ونفسية بكل تجارب التيار الإسلامي في السودان بما في ذلك تجربة الإنقاذ. والحركة بنهجها الإصلاحي تمتلك عضوية سعت للإصلاح والتغيير قبل ثورة ديسمبر بعدة سنين. وبكل ذلك فإنها حركة جديدة لتيار قديم تؤمن بالإصلاح والممارسة السياسية الحزبية الديمقراطية عبر حزب قانوني مسجل وتنافس غيرها وتطرح مشروعها لعامة السودانيين.
5- لماذا لم تؤسس حزبا إسلاميا جديدا؟
فكرة تبدو جميلة لكنها مثالية وغير واقعية في نظري، لا تعني الرغبة في التغيير تشكيل هيئات جديدة وإطلاق صفة الجديد عليها، بل يتولد الجديد من الممارسة المشتبكة مع الواقع بكل تعقيداته وبكل عناصر تخلفه وذلك من أجل تجاوز الواقع ونقله نحو أفق مغاير. المسألة ببساطة تتصل بسؤال المشروعية، وملامح الرؤية الجديدة، وكيفية التأثير الجماهيري والشعبي، وسعة وإمكانيات الفرد ووضعه الطبقي، وضرورة صناعة الكوادر القادرة على العمل السياسي.
6- لماذا لم تسع لبناء تنظيم من شباب ديسمبر الإسلاميين؟
أيضا تلك رؤية مثالية غير واقعية، وهي رؤية تحمل نزعة تطهرية عمرية تفترض أن الشباب يحملون كل الخير وأن ماضي الإسلاميين كله شرور. بالطبع هي نظرة غير بريئة وكذلك هي نظرة ناتجة عن إدراك قاصر بطبيعة الصراع الحالي وطبيعة الظروف المؤثرة على الشباب ككل بعد ثورة ديسمبر، تلك الظروف التي تصنع ثقافة تعادي العمل الحزبي المنظم وتنزع نحو مبادرات مؤقتة وعابرة. على كل من المهم تطوير خطاب وأدوات تنظيم وعمل تشمل الشباب الحاليين لاسيما المتأثرين بمواقف التيار الوطني الإسلامي في البلاد ومن أهداف الحركة أن تسعى للتعبير عن هذا التطلع قد الإمكان.
______________________________________________
رسالة خاصة:
للطلاب ذوي التوجه الإسلامي والوطني أن يتحركوا بداية بمبادئ هذا التيار وبملامحه العامة، وأن يقرأوا ويصنعوا الواجهات ويمدوا الجسور، ثم بعد ذلك عليهم ألا يشعروا بالحرج من التجارب الحزبية، وألا يدخلوها بعصبية ضيقة. عليهم في كل المراحل أن يهتموا بالأفكار التي تصنع هويتهم ووجهتم وتدلهم على الطريق.