ببساطة شديدة
السودان
مع عرمان وجدت العمالة قاموسها الذي يصنع برزخاً بين نضال جيفارا ومؤامرات الإمبريالية، مع الحاج وراق وجدت طلاءها “الأخلاقي” الفالصو الشفاف، مع قمر الدين أصبحت شرفاً وسيرة ذاتية تؤهل لأعلى المناصب، مع حمدوك أصبحت من أهم مطلوبات “التأسيس”، مع مريم أصبحت واجباً لا بد منه لشكر العالم الذي “يخطط” لنا لأننا صرة إفريقيا ورمانة ميزانها، مع حميدتي وحديثه عن التسيير الأجنبي أصبح للطوع والإرادة والإختيار معانيها المواكبة، مع جعفر سفارات عادت إلى طفولتها الأولى، وسذاجتها العفوية، وسارت عاريةً، مع البرهان وحديثه عن أن كل هذا هو الوطنية في أقوى تجلياتها، والسيادة في أنقى تمظهراتها وجدت الاعتماد “النظامي” النهائي، وبهم جميعاً أصبحت ترنداً، وقد أفلحوا في تطبيع كثير من الناس معها بما يضمن للعميل حياةً مهنية مريحة، وخالية من الوصمة، ومطاردات الأمن، وصعوبات الترقي .
إبراهيم عثمان