الشيطان بديلاً !

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

الشيطان بديلاً !

“نرضى بأي بديل ولو كان الشيطان نفسه” هذه العبارة سوقها الذباب الإلكتروني للحزب الشيوعي وأعوانه القحاتة وسط القطيع ليجيبوا بها عن سؤال البديل، وفعلاً كثُر استخدامها وسطهم خاصةً عندما تسأل أحدهم : هل تقبل بالشيوعي بديلاً؟ .. هذه العبارة تشرح سر فردوس البلادة الذي يعيشه القطيع الآن :

– العبارة في نفسها تمثل خروجاً على هدي الدين، فذم الشيطان أمر مُعطى وليس موضوعاً للجدل والسفسطة والمزايدات.
– العبارة تكشف عن الكراهية الساذجة الخام لا الكراهية المبنية على المفاضلة العقلانية والاختيار المبني على الاقتراب والابتعاد من الحق
– القائلين بالعبارة لجهلهم لا ينتبهون إلى إنها تبرئ خصومهم من الشيطنة، إذ تصبح العبارة عديمة الجدوى إن كانت المفاضلة بين شيطانين !
– العبارة تُسعد أحزاب الفكة اليسارية والحزب الجمهوري، لأنها تؤشر إلى نجاح خطة الخم، وإلى تخطي حاجز الوصمة لأن القائلين بها سيقبلون بها ما داموا قد قبلوا بالشيطان !
– العبارة لا تُقال عادةً إلا عندما يكون هناك اعتراف ضمني بقبح البديل، مثلاً لا يمكن أن يقولها شخص مسلم يعارض نظاماً علمانياً متطرفاً معادياً للدين إذا سئل: هل تقبل ببديل غير معادٍ للدين ؟ المؤكد إنه سيقول : نعم بكل تأكيد.
– ولهذا لا يستخدمها معارضو قحت الآن، فالشيطان يحكم الآن .
– العبارة تكشف عن روح قطيعية وتفكير سطحي ، حيث يختصر صاحبها المشكلة في كراهيته، فإذا زال من يكرههم، لا يهمه إن أحسن بديلهم أو أساء. وبما أن تفكيره غير منطقي فلا شئ يمنع أن تكون كراهيته نفسها غير منطقية.
– ومن أصحاب الكراهية غير المنطقية قاع المجتمع من السكارى والسطالة ومعتادي الإجرام الذين يكرهون من يضيق عليهم في إجرامهم وعربدتهم، وبالتالي سيجدون أنفسهم في دولة الشيطان.
– العبارة تشير إلى سيولة أخلاقية ومبدأية، ولهذا لا يمكن للقائل بها أن يحاكم بديله إلى الأخلاق والقيم والمبادئ، بل سيكون أكثر حماساً إلى نقائضها.
– والعبارة تلغي معايير الحكم على أداء البديل منذ البداية، فصاحبها قد أعطى البدلاء إذناً مسبقاً للاقتباس من الشيطان بلا سقف !

ولهذا لن تجد قائلاً لهذه العبارة قد غير رأيه في حكومة القحط، مهما افترى مفرح وعبد الباري والقراي على الدين، ومهما انتشرت مظاهر التهتك برعاية الدولة، ومهما كان حجم الفشل الاقتصادي، ومهما كان حجم البيع للسيادة، ومهما حدث من بلطجة وانفلات أمني، ومهما كان حجم التنكر للشعارات .

إبراهيم عثمان

تعليق 1
  1. عمر أسا ور يقول

    والله الخطأ جاء من النظام السابق لأنو ما قدر يطبق قواعد البناء التنظيمي الربنا قدر إنو يكون هو موضوع الخلافة الإنسانية وداخل هذا البناء تحيا كل المجتمعات الإنسانية التي في القطر الواحد أو القارة الواحدة أو العالم .. نظام البناء العلمي الذي بثه الله في آياته المنظورة والمقروءة كانت كافية لتثبيت دعائم البناء الفطري للإنسان وحمايته لعمليات الإستغطاب الرافضة للوجهة الربانية للمجتمع من خلال تثبيت دعائم الأخلاق وضبط المظهر والسلوك العام .. النظام السابق ماقدر يخلق بيئة مناسبة لمحاصرة الغريزة الحيوانية وبناء أسس لنمو وإزدهار الفطرة ..

اترك رد