الامين العام للحركة الإسلامية يوجه رسالة في اليوم العالمي للمرأة

السودان

الخرطوم: الرآية نيوز

وجه الأمين العام للحركة الإسلامية في السودان، الأستاذ علي كرتي، برسالة في اليوم العالمي للمرأة، داعياً إلى الوقفة القوية والجريئة ضد المساس بمكتسبات المرأة في القوانين التي تحفظ حقوقهن وفق شرع الله .

وخاطب (كرتي) المرأة السودانية قائلاً: لترفضن بقوة المحاولات العبثية لتغيير قوانين الاحوال الشخصية والاتفاقيات الدولية التي تمتهن كرامتكن وتمزق الاسر وتضيّع أجيال الغد.

وتورد (الرآية نيوز) فيما يلي نص الرسالة كاملة

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًاوَنِسَاءً﴾صدق الله العظيم

الي الفضليات الكريمات من نساء وبنات بلادي
الي الصابرات المحتسبات ..
الي الام الكريمة والاخت العفيفة والابنة الفاضلة ..
الى زميلات الدرس والعمل …
في هذا التاريخ الذي يحتفلُ العالم فيه بيوم المرأة العالمي تكريماً لها نلتقي بكنّ ، وانتنّ عندنا مُكرّمات كل يوم ، فآخر ما أوصى به رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه وجعله في مقام الصلاة بالوصاية بالخير هو أن استوصوا بالنّساء خيراً .
لقد نجحتن بعد صبر وثبات وحكمة في تعزيز مكانتكن في هذه البلاد ، وكنتن جزءاً لا ينفك من كل تطور وتقدم ونجاح ، وكنتن في قلب كل حدث ومعركة تذدن عن حمى الوطن طوال تاريخه ، من لدن ملكات حضارة نبتة رابع اقدم حضارة عرفها الانسان وممالك مروي حيث الملكات المحاربات وصولاً للمهدية ثم معركة استقلال السودان .
لم تكنّ يا نساء بلادي في الهامش قط بل كنتن دوماً فاعلات مدركات الوعي بحقوقكن وانتن متمسكات بكريم الاخلاق مع الكرم الفياض والهمّة العالية والروح الوثّابة ، وقمتن بدوركن المحوري في بناء أسرٍ كريمة ومجتمع فاضل وأمةٍ قوية ..
واليوم يحتفل العالم بانجازاتكن المبهرة ودوركن الاصيل في بناء الامم وباسهاماتكن للنهوض بالبشرية .. من لدن ازهي عهود الحضارة في وادي النيل حيث الملكة الكنداكة برتار مروراً بشكند خيتو واماني شاخيتو مروراً بستنا بت عجيب ملكة الجعليين ثم الفارسة مهيرة بت عبود

ولم ينقطع خيط مساهمة النساء في تاريخ هذه البلاد فكانت رابحة الكنانية سفيرة الامام المهدي لغردون باشا ، وبنونة بت المك نمر والقائدة مندي بنت السلطان عجبنا ، و عشرات غيرهن ، وفي العصر الحديث كانت النساء حاضرات عبر اتحاد نساء السودان الذي اسسته عزيزة مكي و ثريا امبابي ونفيسة احمد الأمين ونفيسة المليك ثم لحقت بهن سعاد الفاتح وفاطمة احمد ابراهيم ، ورغم انشقاق هذا الاتحاد لاحقاً حيث كونت الاسلاميات بقيادة نعمات الزين وثريا امبابي وسعاد الفاتح جمعية النهضة النسوية مع السيدة رحمة عبدالله جاد الله من كيان الانصار ، الا انهن جميعاً كنّ سيدات وطنيات مخلصات وان اختلفت توجهاتهن الفكرية وهنا علينا التوقف والتحية للزعيمة البرفيسور سعاد الفاتح البدوي و المرحومة الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم والتي كانت احد ابرز قيادات الحزب الشيوعي ولكنها ظلت سيدة وطنية خلوقة و من طراز رفيع … وكانت اول امراة تدخل البرلمان في منتصف الستينات.
الاخوة الكرام والاخوات العزيزات:
حُق لنا في الحركة الاسلامية ان نفتخر بشقائق الرجال اللائي كُنّ شريكات فاعلات في مسيرة الحركة والدعوة منذ تأسيسها وتشهد لهن مضابط الحركة بأنهن كن مدافعات قويات عن حقوق المرأة وتعزيز مكاسبها وتوسيع نطاق وجودها ومشاركاتها بصورة تتجاوز الانغلاق الذاتي داخل الحركة للنظر لكل نساء السودان ، وقد طرقن ابواب السياسة باقتدار وتقدمن صفوف الانجاز بتفوق ، وساهمن في بناء الاجيال باخلاص، فهن قيادات مجتمع ناجحات قدمن انجازات لا تخطئها العين ، وهن سياسيات تهتز لهن المنابر

لقد نالت النساء بفضلهن مساحات قياسية على مستوى العالم من حيث نسبتهن في التعليم والخدمة المدنية ، والسلك القانوني والقضائي ، وفي مجالات التعليم والصحة والإدارة ، فكُنّ قاضيات يتزن بهنّ ميزان العدل ، ووزيرات وسفيرات وصحافيات بل وانخرطن في سلم العسكرية والجندية حتى وصلن لرتبة الفريق ، وكُنّ رقماً كبيراً بين المهنيين مهندسات وطبيبات ومعلمات تخرّجت على ايديهنّ أجيال وراء أجيال تدين لهنّ بالفضل .

لقد كان الانجاز غير المسبوق في تاريخ السودان الحديث والذي تم عبر جهد كبير بذلته اخواتكم وبناتكم في الثلاثين عاماً الماضية ماثلاً في نسبة المشاركة السياسية للمرأة ، والتي تجاوزت 30% في اجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية ، وهي واحدة من ضمن اكبر نسب تمثيل المرأة في العالم ، وللاسف نشهد الان ورغم الضوضاء المثارة تراجعاً كبيراً عن هذه النسبة في كل المستويات .
لقد تقدمت النساء في ميادين العطاء والبناء المجتمعي .. وذدن عن قيم الدّين الحق وكريم العادات والتقاليد بقوة وجرأة ، ووقفن سدّاً منيعاً ضد حملات التغريب ومحاولات تفتيت المجتمع وتفكيك الاسرة بقوانين تتعارض مع الاسلام وتخالف معتقدات الامة ..

إنّ الحركة الاسلامية لتفتخر في يوم المرأة بان مفكريها ومنظريها وقادتها كانوا أول من بادر بتحرير المرأة من قوالب التقييد والتقليد والتقاليد والتغريب الي الدفع بها نحو سعة الدين الحق والعطاء والتقدم ، ووقفت الحركة بثبات خلف معظم القوانين التي كفلت للنساء حقوقهن وحريتهن ومكانتهن الاصيلة في الدولة والمجتمع ، ولم تتوقف قط عن الدفع نحو الاصلاح القانوني .
الاخوة والاخوات قادة المجتمع .
واليوم والبلاد تعاني من تحديات التدخل الخارجي ومحاولات لتغيير الهوية وتعاني من تدهور الاقتصاد وتشظي الحياة السياسية وانفراط الامن ، فإن الحركة الاسلامية تدعو الجميع الي الانتباه لمكانة المراة في السودان ( فإنه ما اكرمهن الا كريم وما اهانهن الا لئيم ).. فلنبادر باعادة الطمأنينة لهن وحفظ كرامتهن الممتهنة في الصفوف والمواصلات وسوء الخدمات ، وذلك بسبب اخفاق القائمين علي الامر الساعين لتغريب المجتمع وتفكيكه والمتجاهلين لهموم النساء بالتعالي والتغافل والمنشغلين عن قضاياهن الحقيقة في المعاش بهموم مجموعات النسويات الخارجة عن كل ملة صحيحة وعرف حميد ..وبفصلهن بالآلاف من وظائفهن التي نلنها جدارةً واقتداراً .

إن بلادنا الان بحاجة لتداعي المخلصين من ابنائها كي تعود الطمأنينة للبلاد وفي هذا حمايةً للمراة ، لان أول ضحايا التمزق والحروب هم النساء ثم الاطفال والضعفاء ..
دعونا نجعلها مناسبة لميلاد الامل من رحم المعاناة بميلاد وطن عزيز كريم أصيل يسع الجميع ويحفظ كرامتهن ويصون حقوقهن ويحافظ علي أصالتهن ويُجري ميزان العدل فيه بما يحفظ للجميع سلامتهم ..
الي نساء بلادي الكريمات ..
كُنتن دوماً الملهمات للتغير ، الثابتات في المواقف .. فلتكن وقفتكن قوية ضد المساس بمكتسباتكن في القوانين التي تحفظ حقوقكن وفق شرع الله قوية وجريئة . ولترفضن بقوة المحاولات العبثية لتغيير قوانين الاحوال الشخصية والاتفاقيات الدولية التي تمتهن كرامتكن وتمزق الاسر وتضيّع أجيال الغد.
حفظ الله البلاد والعباد
الامين العام المكلف
٨ مارس ٢٠٢١م

اترك رد