إبراهيم عثمان يكتب : هل نجَّض حمدوك الشغلانة ؟!

السودان

الخرطوم:الرآية نيوز

هل نجَّض حمدوك الشغلانة ؟!

( يُقال إنو الشيخ فرح ود تكتوك كان ماشي معاهو حيران، ولقوا ليهم زول واقع في الشارع الشيخ يشيل والزول يقع، قاموا الحيران قالوا ليهو : “يابا الشيخ الزول دا سكران ساكت”، قال ليهم : “عارفو يا المبروكين، الزول دا الشغلانة العملها دي نجضا، لامن يمسك الدين بنجضوا” … وهذه سماحة الصوفية ) – د. عبد الله حمدوك

لم يكن مستغرباً أن يخلوا ذهن د. حمدوك من قصة يدلل بها على تسامح الصوفية غير قصة السكران طينة هذه، فالرجل عاش حياةً علمانيةً كاملة الدسم ولا يستطيع أن يلقي خطبة دينية إلا من هذا النوع الذي يفتح نفاجاً بين الدين والمعاصي، هذا هو نوع التسامح الديني الذي يستهويه وعامة العلمانيين، ولا يُستبعد أن تكون الحياة العلمانية التي عاشها قد جمعته بأكثر من سكران طينة في أكثر من قعدة ، والأرجح أنه سمع بهذه القصة في إحدى هذه القعدات .

حمدوك أحوج ما يكون إلى هذا النوع من “التسامح”، ففي عهده، ملأ “المنجضين الشغلانة” الشوارع ما بين مترنحٍ وواقع على الأرض،
يرعاهم “تسامح” الدولة وإعجابها ب “تنجيضهم للشغلانة”، وهو يريد من الشعب أن يعتاد على هذه المشاهد وينظر إلى الجانب الإيجابي فيها، ففيها البشارة بتنجيضهم للدين في المستقبل، على أن يستمر التعاطي في المجتمع ليخلفهم جيل جديد من المنجضين الشغلانة الذين يؤمل الناس في تنجيضهم للدين وهكذا إلى ما لا نهاية .

حتى الدين الذي “سينجضه” هؤلاء “الواقفين لط” لن يكون بعيداً عن هذا الجو، ما دام إنهم سيستمرون في إعجابهم بزملاء القعدات الباقين على العهد الذين يسكرون كما يسكر الرجال، لتكون السكرة سكرة وليس مجرد نعنشة .. تعجب التائبين أو أنصاف التائبين ممن لم تعد صحتهم تسمح لهم بسكر الرجال، وتعيد لهم ذكريات الأمس، سكرة تثير إعجاب رئيس الوزراء لتكون هي المرة الأولى التي يأتي فيها على سيرة الخمر منذ أن أباحها “لغير المسلمين” بالقانون وللجميع عملياً، فمن الواضح أن المسلمين أنفسهم أولى بالإباحة ما دام إن تنجيض شغلانة الخمور قد تكون بمثابة دورة تدريبة ( ربما حتمية ) لتنجيض الدين .

السؤال الذي يفرض نفسه : هل هذا التنجيض المترابط بين الدين والمعاصي خاص فقط بالخمور أم عام يشمل كل المعاصي؟ إن كان خاصاً فبم وجدت الخمور هذا الإمتياز ؟ وإن كان عاماً فماذا سيقول حمدوك عمن ينجضون معاصٍ أخرى كالزنا والعرى مثلاً ؟ ما شكل القصص الشبيهة التي ستجملها وتجعلها شرطاً لازماً وكافياً للتوبة ولو كانت توبة علمانية بنفاجاتها المفتوحة ؟

تُرى : هل نجض حمدوك الشغلانة ذات يوم ليطمع الناس في أن ينجض الدين أيضاً ولو على طريقته أم إنه – للأسف – لم يصل إلى مرحلة التنجيض فأضاع الأمل ؟

جاتك كفاءات يا_وطن

إبراهيم عثمان

اترك رد