بيان للمؤتمر الوطني يدعو فيه الشعب السوداني أن يقول قوله الفصل بعد ان فقدت (قحت) مشروعيتها

السودان

الخرطوم: الرآية نيوز

دعا المؤتمر الوطني في بيان له اليوم السبت، الشعب السوداني الأصيل، أن يقول قوله الفصل، بعد ان فقدت قوى الحرية والتغيير، مشروعيتها السياسية والأخلاقية.

واهاب البيان بكل القوى السياسية والمجتمعية خارج قحت أن تتصدى لمسؤوليتها التاريخية بايجاد مخرج للبلاد من عنق الزجاجة وتجنيبها الويلات.

فيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم
المؤتمر الوطني

بيان مهم

الى جماهير شعبنا السوداني الأبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

نخاطبكم اليوم وقد بلغت الأوضاع مبلغًا عايشتموه أسىً ومذلةً وضيقَ عيشٍ وسوءَ كيلٍ ؛فلم تُحترم سيادة الشعب السوداني فأصبحتْ الوصاية الأجنبية حاضرةً في كل أفعال سلطة الفترة الانتقالية وأضحتْ بلادنا مرتعًا للمخابرات الأجنبية والعملاء وغدت خرطوم اللاءات الثلاث عاصمة لخذلان الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة في وقت ناصرته الشعوب التي لا يربطه بها الا رابط الانسانية العريض ؛أُهدرت كرامة الشعب السوداني وقُض مضجعه بصفوف الفجر للخبز ومكوث الأيام انتظارًا لغاز الطبخ وتطاولتْ صفوف الوقود أمام المحطات بالرغم من مضاعفة أسعاره لأكثر من عشرين ضعف عما كان عليه من قبل إلا أن الندرة والشح لا تزال سيدة الموقف ؛وصارتْ ساعات انقطاع التيار الكهربائي أكثر من ساعات إمداده في قيظ النهار ؛وانقطع حتى الامداد بالماء الذي هو عصب الحياة لأيام وأسابيع للعاصمة التي ترقد بين رافدي النيل ظمأى .

إن التدهور في الخدمات لم يترك مجالًا لم يطأه بميسمه ويلقي عليه بكلكله حيث التراجع المريع في التعليم والصحة و الموت على أبواب المستشفيات وغلاء وانعدام الدواء بعد أن كانت الأدوية المنقذة للحياة متوفرة مجانًا في أقسام الطوارئ الى جانب مجانية جرعات السرطان وغسيل الكلى ؛ثم كان المساس بثوابت الدين في المناهج وتغيير القوانين المستمدة من الشريعة الاسلامية لصالح طمس هوية المجتمع وتغريبه في ظلامات العلمانية .

أيها الشعب الكريم :
لقد ضاعت الشعارات التي رفعتها قوى الحرية والتغيير التي اختطفت حراك شباب السودان وعامة شعبه الذين كانوا يبحثون عن وضع اقتصادي أفضل مما كانت عليه الانقاذ ليقارب التضخم السنوي ٤٠٠ في المائة وتتلاشى قيمة الجنيه ليصبح الدولار ب٤٢٠ بدلًا عن ٦٠ جنيهًا ؛تلك الشعارات في الحرية والسلام والعدالة لا يزال السلام الحقيقي المتكامل العادل المتراضى عليه من الجميع بعيدًا عن المنال واتفاق سلام جوبا يراوح مكانه في التنفيذ خاصةً في الترتيبات الأمنية والوضع الأمني متدهور تبعاً للوضع الاقتصادي ؛والحرية شعار مزيف يكذبه قمع التظاهرات وتكميم الأفواه واغلاق الصحف واعتقال الصحفيين ومصادرة حق التجمع وحرية التنظيم ؛والنقابات محلولة منذ عامين دون قيام انتخابات بل بتعيين لجان تسيير لم تقدم شيئاً لقاعدتها التي فُرِضتْ عليها إكراهًا.
لم تعد العدالة تعني شيئاً في ظل تسييس مؤسساتها والتغييب المتعمد للمحكمة الدستورية والخروقات المتكررة للوثيقة الدستورية والمصادرة والاحالة للتقاعد الاجباري دون كفالة حق التقاضي أو الاستئناف في بربرية سافرة .
أيها الشعب السوداني الكريم :
في ظل كل هذا التدهور والفوضى والاقتتال القبلي وبوادر التشظى وفرض ارادة الأجنبي في اضعاف وتفتيت وتفكيك السودان الى دويلات ؛لا زالت قوى الحرية والتغيير تكابر في عدم الاقرار بفشلها التام والنأي بنفسها عن المشهد السياسي جراء الويلات التي أذاقتها الشعب السوداني في هاتين السنتين العجفاوين ؛وهي إذ تقر اليوم ضمنيًا عدم مشروعية كل ما أقدمت عليه باسم الحرية والتغيير بكيان يمثله جسم غير منتخب قانونًا وغير مجمع عليه عرفاً ؛فهذا اقرار ضمني ببطلان كل ما تم من قبل من وثيقة دستورية واعلان سياسي وتشكيل لأجسام السلطة وشراكة سياسية في الحكومة الانتقالية ؛وكل ما بني على باطل فهو باطل .وقبل كل ذلك لقد فقدت قحت مشروعيتها السياسية والأخلاقية قبل أن تقر بفقدانها قانونيًا ؛فلا هي حققت شيئاً من شعاراتها ولا امتثلت لارادة الجماهير ولا ردت الأمر للشعب بل أخذت تمدد في الفترة الانتقالية دون تفويض أو سند شعبي حد ما تستطيع تشبثًا بالسلطة.

إننا ندعو الشعب السوداني صاحب الحق الأصيل الذي ظلت قحت تدعي أنها تمثله في الوقت الذي ترفض فيه مجرد الحديث عن أي انتخابات يقول فيها الشعب قوله الفصل ،أن يستعيد زمام المبادرة ويرد الأمر اليه بمرجعية عاجلة لانتخابات حرة ونزيهة ومراقبة دوليًا يقول فيها كلمته ويفوض فيها من يراه مناسبًا لينقذ البلاد من موارد الهلاك والتفكك والحرب الأهلية أو الوصاية الدولية المستبيحة لسيادتنا .
ونهيب بكل القوى السياسية والمجتمعية خارج قحت أن تتصدى لمسؤوليتها التاريخية بايجاد مخرج للبلاد من عنق الزجاجة وتجنيبها الويلات ؛فالتاريخ لا يرحم والوطن يعلو ولا يعلى عليه .

الله أكبر والعزة للسودان…..

المؤتمر الوطني
الخرطوم -٢٢ مايو 2021

 

اترك رد