«سر بينه وبين الله».. مفاجأة مُؤثرة في قصة الرجل الذي هز السوشيال ميديا

الخرطوم: الرآية نيوز

عندما ترى صورة الرجل المُسن المصري تتذكر لأول وهلة دموعك التي زرفت من عينيك دون شعور، تتذكر هذا الوجه الذي يتحرى الحلال في الرزق وهو في أشد الحاجة إليه، لكنك أيضًا عليك أن تعرف إعجاز القدر الذي وضع هذا الرجل “حافظ القرآن” أمام الإعلامي أحمد رأفت الذي يسعى عبر برنامجه لمساعدة المحتاجين عن طريق “مسابقة في ظاهرها” لكنها بابًا لفعل الخير ومساعدة المحتاجين.

«حلال دا يا ولدي» كلمات هزت مشاعر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عندما بكى الرجل عند فوزه بمبلغ مالي لإجابته على سؤال “سهل” وهو الذي أعلن أن ما في جيبه لا يتخطى 5 جنيهات، ذهب ليشتري بها طعام.

الحاج عبد العظيم الصعيدي الذي عرفه جميع رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الوطن العربي، بعد أن غزا قلوبهم وحرك مشاعرهم بعفوية الرجل الذي يخاف الله ويتحرى الحلال حتى في أحلك الظروف، له قصة أخرى لا تقل في معاناتها عما ظهر عليه.

ما زال يبكي

أحد أبناء  “الحاج عبد العظيم” ، يروي قصة والده لصحيفة الوطن المصرية، قائلا : ” إن ما شاهده الجمهور من أسئلة بسيطة وجهها إليه الإعلامي أحمد رأفت ليخبره بعدها بفوزه بالمبلغ المالي، وراءها  تفاصيل أخرى”.

وتابع  قائلا: ” كل شوية يبكي من وقت ظهوره في البرنامج، ولما بنسأله عن السبب بيقول ده بيني وبين ربنا، ودي إشارة منه على الرزق، لأنه في الليلة اللي قبلها كان بيقيم الليل، وعرفنا منه أنه دعى ربنا يفتح باب رزق”.

يتابع نجل الحاج عبدالعظيم :” جدي اتوفى وأبويا عاش بعدها طفولة صعبة في السن ده، اضطر يشتغل عشان يصرف على والدته وإخواته، وكان يشيل عدته على كتفه ويطلع يسترزق من شغله في المعمار”.. بهذه الكلمات روى عبد الله عبد العظيم، قصة حياة والده التي حملت ملامح وحكايات الشقى وعناء الأيام، فلم يشكو من حمل “القصعة” أدوات عمله في مجال البناء، وهو طفلًا يخرج من منزله في إحدى قرى الصعيد يقضي ساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة.

عاش طفولة وظروف قاسية

الطفل الذي ولد في قرية الأغانة بسوهاج (صعيد مصر)، واجه ظروفا قاسية بعد رحيل والده، وهو بعمر 8 سنوات، ويضيف الابن: “مرت سنوات وظل عبد العظيم سيد يعمل باليومية ما يزيد عن 12 ساعة يوميًا، في عز الظروف الصعبة اللي كنا بنعاني منها كأسرة قدر يعلم أخواتي لحد ما اتخرجوا من كلياتهم، كان هو بيتعب ويشتغل، حتى في عز تعبه عمره ما قال كلمة أه”.

بعد زواجه شد “عبد العظيم” الرحال، مودعًا أسرته بحثا عن لقمة العيش في إحدى الدول العربية، فهجر قريته وأهله ليواجه مصيرا مجهولا على حد وصف عبدالله، قائلا: “كان بيتغرب بالسنين، ومش بنشوفه غير كام شهر طوال الـ 25 سنة اللي قضاها في الخارج، عشان يوفرلنا مصاريف، كان بيحرم نفسه عشان يشوفنا مش محتاجين حاجة”.

يداوم على الصلاة وحافظ للقرآن

يضيف نجل الحاج عبدالعظيم، أن والده البالغ من العمر 67 عامًا، لا يترك فرضًا وكان يحافظ على الصلاة ولا يؤخرها، ولا يطيق أن يظل أحدًا بالمنزل بعد الأذان: “والدي راجل مبيسبش فرض، مبيحبش قرش حرام يدخل بيته، ودايمًا بيسألنا حلال ده يا ولاد؟ دي قاعدة اتربينا عليها أنا وإخواتي من و إحنا أطفال”.

بقول : “أبويا أتم حفظ القرآن الكريم من وهو صغير، على يد أخوه الكبير الشيخ علي في القرية، وبعد وفاة أخوه أتم حفظ القرآن كاملا، وبطبيعته هو لازم بيتأكد هل ده حلال ولا حرام”.

وأوضح أنه بعد 25 عامًا قضاها في الغربة، عاد الوالد واستكمل عمله، ولم يتذمر الأب الستيني من استيقاظه مبكرًا وحمله “عدة الشغل” التي ظل يحملها على كتفيه لعقود، لكن أبنائه قرروا أن يستريح بعد عناء سنوات وتولوا مسؤوليته: “والدي من كام سنة لما رجع من الخارج رجع يكمل شغل، بس تعب ومبقاش قادر يشتغل، ده اللي خلانا نقلنا من قريتنا في سوهاج، وجينا على القاهرة عشان نلاقي شغل”.

بارا بوالديه وزوجته

الحاج عبد العظيم عاش بارًا بوالدته، وكذلك هو الحال مع زوجته، يضيف نجله: “زي ما كان بار بوالدته، كمان بيعامل والدتنا أفضل معاملة، وبيخاف عليها من نسمة الهوا، وبيشيلها من على الأرض، ولو عرف إن حد فينا زعلها في يوم من الأيام بيعاقبوا عقاب شديد”، مؤكدًا أن والده كان دائم السؤال عن الرزق الحلال، ولا يبتغي غيره، وهو ما كان يحمل همه طوال سنوات عاشها أولاده الـ 6 في كنفه: “هو دايما كدا أهم حاجة عنده يسأل عن اللقمة الحلال، ولأن هو مش بيشتغل بحكم السن لما أنا أو حد في إخواتي بنقوله خلي القرشين دول معاك أو نجيبله كسوة معاك بيسأل حلال ده يا ولدي؟”.

اترك رد