الخرطوم : الرآية نيوز
عبدالناصر عبدالرحمن مُسبَّل يكتب :
6 ابريل ورسائل
سهام الحق
بدت شوارع الخرطوم هذا النهار وكأنها خلت تماما” سبق إعلان موكب اليوم السادس من أبريل عمل دعائي كبير بذلت فيه لجان المقاومة والقوى الثورية جهدا” عظيما” حتى أن بعض المتفائلين كانو يظنون الظنون أن شعبنا وبغروب شمس نهار السادس من أبريل سيكون نال مرامه وقطف ثمار ثورته التي ظل يريكم نضوجها منذ سنوات خلت .
السودان اليوم لا يشبه أي سودان في مخيلة من تغبروا بغباره يوما” وبلغ السوء مبلغا” عظيما” وفقد الناس الطمأنينة إلى جانب ما فقدوه من خدمات حياتية (الخبز الدواء الماء الكهرباء التعليم الأمن) كنتاج طبيعي للعبة الأزلية التي تصر المؤسسة العسكرية المضي فيها وإن كان ذلك على جماجم شعبنا الذي يقتل ويمضي يقتل ويمضي يقتل يمضي ويثور ولا يموت .
درجة الحرارة تغازل نهارات رمضان لسعات السموم تأتيك ككرات من اللهب تمضي مفتونا” وسط كل هذا العذاب الوطني اللذيذ ناشدا” وطنك .
دمك في الحقيقة يغلي ما أن يمر الشهداء وتسبقهم إبتساماتهم العذبة يرفرفون من اعلام رفاقهم وأصدقائهم وحبيباتهم وأمهاتهم .
شعور عظيم يمتلكك تتخيل أنك المسؤول من هذا المشهد وأنك المعنى بإعادة ترتيب هذا الدمار الذي يصر بعض الإنتهازيين على صناعته ساعة فساعة لا لشئ فقط للإحتفاظ بالألقاب والنياشين والإمتيازات .
تذكرت مباراة لهلالنا العظيم كان الزمان الطيب عبدالله قدس الله سره وانا قبره لئن لم تخني الذاكرة لعب الهلال مباراته أمام إحدى الفرق العربية نهارا” جهارا” كانت تلك المباراة أولى المباريات التي يستدرج فيها الهلال فريقا” معتمدا” على عامل الجو .
تذكرت تلك المباراة ولجان المقاومة تدعوا شعبنا للخروج في زمهرير بلادنا في مباراة جديدة أمام الطغمة التي تستنجد وبكل خسة بكل أدوات القمع والقتل والنهب والتنكيل لمواجهة المواكب السلمية وهتاف الحناجر .
تجمع الناس في المحطات وتسبق خطاويهم العزيمة والإرادة والتحدي الوصول إلى النقطة التي تم تحديدها بواسطة اللجنة الميدانية كان كل شئ حاضرا” الآبري ‘ التلج’ الكركدي ‘ سندوتشات الفول والطعمية’ القراريص ‘ الكبكبي’ جكاكة الحلو مر ‘ كل يحمل شيئا” في ماثرة لا تقل على الإطلاق عن كل المآثر التي عرف به شعبنا الحبيب .
بالقليل يصنعون الحب والمستحيل بالقليل ينتصرون ويملأون الأرض بالحكايات الوسيمة فأي شعب هو هذا الشعب بالضبط؟
شوارع الخرطوم التي بدت خالية قبل لحظات لم يعد فيها من متنفس ضاقت الأرض بالثائرات والثوار الزغاريد والطبول إعلام لجان المقاومة وهي ترفرف عاليا” صور الشهداء بإبتساماتهم العذبة الإصرار والوعي الذي ينبت وينبت وينبت في كل خطوة يخطوها هذا الجيل .
عددوا وهم مليئون بالأمل والكبرياء مسحوا بأكمام الجلاليب وثياب الأمهات بعض دالموع وهم يودعون شهيدا” جديدا جريئا” قبره وعادوا وهم أكثر يقينا” بأن النصر في خواتيمه سيكون لشعبنا الذي يقتل ولا يموت .
رساله للإخوة قي المجلس العسكري :
العالم كله ينظر إلى ثورة السودانيين بأدائها الحضاري المتميز و يتعجب من القدرات الخلاقة لهذا الشعب، و أنتم و قد أراد الله تعالى أن يضعكم في هذا المنعطف الخطير قادة في صدارة هذا الشعب المميز فنسأله تعالى أن يوفقكم لتؤكدو للعالم أجمع أنه شعب عملاق يتقدمه عمالقة من أبنائه ويمسحو من سطور تاريخه بلا رجعة مقولة إنه (شعب عملاق يتقدمه أقزام ).
رسالة في بريد لجان المقاومة – الخطوة الأولى:
أضحت لجان المقاومة رمزية للنضال والأمل الوحيد لوضع لبنات بناء سودان جديد سودان قادر أن ينهض ويضمد جراح الماضي ويوظف التعددية والتنوع والثروات الطبيعية ليعود لمكانته الطبيعة بين الأمم.
هؤلاء شباب عرمرم يجمعهم قسم بناء سودان جديد، لا تفرقهم أيدلوجيات ولا آراء سياسية فإنتمائهم الوحيد لتراب هذا الوطن الغالي،ولم يتلوثوا بإستقطابات أركان النقاش، ولا بطعنات الأسلحة البيضاء عند إختلاف الرأي فيها ولا بحرق الإتحادات في الجامعات. لايقولون “مصر أخت بلادي” ولا “أثيوبيا أخت بلادي”، فالسودان لديهم ليس لديه أخوات أو أخوان، السودان هو قلب أفريقيا النابض بالحضارة.
عندما كان أسلافنا يسيرون بشجاعة في الأرض قبل آلاف السنين يبنون الصروح المعمارية والمعجزات الهندسية كانت معظم شعوب الأرض تعيش في الكهوف كالوطاويط وفي قمم الجبال كالطيور الجارحة.
منذ ١٩٥٦ والسودان متعلق في بركة رمال متحركة بسبب صراع الديناصورات الحزبية بين سموم الأيدلوجيات وبين الدائرة الخبيثة للإنقلابات العسكرية. إنعدام تام للإرادة الوطنية ولا وجود لمعنى إعلاء المصلحة الوطنية في قواميسهم، وهاهم يعيدون نفس مشاهد كتاب تاريخ السودان الحديث وخصوصاً الصفحة المعتادة، النخب السودانية وإدمان الفشل.
في حين يتواصل مسلسل صراع الكراسي التي أدمنوها ويدَّعون بأن ضعفهم بسبب ثلاثين عاماً من الإستبداد والقهر السياسي، ما فتئ الشباب بتنظيم قواعدهم عبر البناء القاعدي في أقل من عامين.
لذلك، من إيمان تام بأن الدول تبنيها سواعد الشباب لا غير وللخروج من هذا النفق المظلم لصراع الديناصورات، على شباب لجان مقاومة السودان إتخاذ الخطوة الأولى نحو المستقبل للبدء بعملية بناء سودان جديد ولكتابة صفحات تاريخ جديد تخطو بالسودان العظيم نحو مستقبل مشرق.
مجدا وخلودا لشهداء الثورة السودانيةوالشفاء العاجل للجرحى والمصابين والعودة الآمنة للمفقودين.تحياتي.