دكتور ياسر أبّشر يكتب: اللهم عبد الله ود جاد الله

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

دكتور ياسر أبّشر يكتب:
اللهم عبد الله ود جاد الله

في عام 2011 رفعت الحكومة البريطانية رسوم التعليم الجامعي على الطلاب، وإثر ذلك اندلعت في لندن مظاهرات وشغب، واستغل القحاتة (الله يكرم السامعين) الإنجليز ذلك الشغب فنهبوا متاجر وحرقوا بعضها. بعض القحاتة (الله يكرم السامعين) الإنجليز كانوا يحرضون على هذا التفلت والشغب والنهب عبر رسائل وسائل التواصل الاجتماعي.
من جانبها جمعت حكومة صاحبة الجلالة كل صور المشاركين (صوَّرتها الكاميرات المنتشرة بالآلاف في لندن) في النهب والحرق واعتقلت أغلبهم والذين لم تصل إليهم وضعت صورهم في لوحات ضخمة في الميادين ومداخل هايد بارك وتقاطعات الطرق، حتى قبضت عليهم جميعاً وحاكمتهم بالسجن. أحد هؤلاء لم يسرق ولم ينهب ولم يحرق لكنه ضرب رجل شرطة بطفاية حريق فحكمت عليه المحكمة بسنتين يقضيهما في السجن. أما أولئك الذين كانوا يحرضون عبر الإنترنت فحكمت عليهم المحكمة بعامين سجناً.
وفي تاريخنا المجيد أن ناظر الكواهلة عبد الله ود جاد الله رضي الله عنه كسر قلم ماكميك (السير هارولد ماكمايكل) حين كتب به قراراً لم يُعجب الناظر، فغنت له مستورة بت كوكو وسمته عاشميق الأصم، كونه “رايو مكملو كلامو مو هبشي” وهو “عيد الضحية البفتحولو البيت” وهو دقر الحرايق الذي أصبح “كاتم السم” لا يرضى ضيماً ولا يسكت على مهانة. وعندها – وصدقت – أن عبد الله ود جاد الله أجل قدراً، فهو “ما يجالس الهبوك ولداً قبيل منسي عكليتاً كبير ماكميك جنى هكسي” ربما إشارة إلى هكس باشا الذي قتله الأنصار في معركة شيكان. وقد كان الكواهلة أنصاراً للمهدية.
وبعدُ: فقد ساءني أن يتمكن ود لبات ( محمد الحسن ) وهو إداري بالاتحاد الأفريقي أن يكون صاحب شأن في بلادنا ويلتقي قادة البلاد وهو مجرد “هبوك”. وساءني أن تسرح الإنجليزية روزلندا حفيدة الهبوك الآخر ذلك العكليت الكبير ماكميك جنى هكسي!!! ترى لِمَ لَمْ ينصح مدير مراسم الدولة القادة أن لا يجالسوا كل هبوك!!
ولأُدَلّلَ على أن ود لبات جمع بين كونه ” هبوكاً ” وأحط ضروب المنافقين، أروي ما حدثني به الثِّقَة عن الثِّقَة أن ود لبات كان وزيراً تحت معاوية ولد الطائع ، ولما أعلن ود الطائع أنه لن يترشح لرئاسة الجمهورية قال له أحد المنافقين : إنني يا سيدي الرئيس سأشتكيك في المحكمة الدستورية لتعريضك أمن موريتانيا للخطر بعدم ترشحك !!! أمّا رأس النفاق ود لبات فانتصب قائماً وقال : أمّا أنا يا سيدي الرئيس فقد أصابتني غُمّة حين بلغني خبر عدم رغبتك في الترشح للرئاسة ولم تَزُل عنّي هذه الغُمّة إلا حين رأيت إبنك !!!!!
قال الموريتانيون إن هذا الضّرب من النفاق تفوق به ود لبات على عبدالله بن أبي سلول . الشيوعي ود لبات هو من يحتفي به شيوعيو السودان لإصلاح حال السودان !!!

ويعلم الناس أن قواعد البرتوكول المرعية عالمياً لا تبيح لود لبات وروزالند أن يلتقوا بالقيادات العليا في البلاد، وأقصى ما يمكن أن يبلغه هؤلاء هو مجالسة وكيل الخارجية فيما أرى.
أمّا العبث الذي يمارسه السفراء في بلادنا في خرقٍ واضح لكل قواعد الدبلوماسية، فكفيل بطردهم وإعلانهم غير مرغوب فيهم Persona non Grata في أي بلد تحترم سيادتها، كاحترام عبد الله ود جاد الله لمقامه وعزته. ما أشد حاجتنا لعبد الله ود جاد الله!!!
في أميركا رأيت الشرطة تفتح النار على كل من يُصر على إشهار سلاحٍ، أي سلاح.
ولم نسمع أحداً يحتج أو يستنكر.
وفي السودان اعتاد الناس على الفوضى، فالاحتجاجات تعني قفل الطرقات وحرق المحلات وضرب المارة وتكسير السيارات. بل وقتل ضباط الشرطة وسحلهم وتجريدهم من ملابسهم. وقصص نهب المنازل والخطف في رابعة النهار أكثر من أن تحصى. ويقع كل هذا ونفس سفراء أميركا وبريطانيا والآخرين يستنكرون على الدولة أن تمس شعرة من هؤلاء المجرمين، ويستنكرون فض حملات التخريب التي يمارسها هؤلاء ويتحدثون عن “المظاهرات السلمية” وهم يعلمون أنها مجانبة للسلمية، وهم لا يسمحون بمعشار هذه الفوضى في بلادهم.
لكن حكامنا يصرون على زيادة حيرتنا كل يوم. حكومتنا تزعم أنها اعتقلت خلية إجرامية ثم خلية إجرامية وأنها عثرت على أسلحة في أحياء كذا وكذا وأنها تعرفت على قاتل الضابط وقاتل الشرطي ومن ضرب الشرطة ومن أحرق مراكزها العديدة. وتنتهي الجريمة بإعلان، وأحياناً بلا إعلان. حكامنا الأماجد يعلنون أن طرفاً ثالثاً قتل المتظاهرين وأنها تعرفت عليه، وهكذا وهكذا في عشرات الجرائم، لكننا “كأسياد الجلد والراس” ومواطنين ليس من حقنا أن نعرف ماذا فعلوا ليستردوا أمننا وأماننا وسلامتنا!!
غموضٌ في غموضٍ في غموضٍ في غموضِ لم نسمع به في أي بلد ولم يشهده السودان من قبل. تصرف شاذ غريب. حكامنا لا يعلمون أنه ليس من حقهم أن يُخفوا ما هو جدير بأن يعلن. حكومتنا لا تعرف أن الإعلان وفضح المجرمين هو في نفسه رادع Deterrence يخيف المجرمين ويقلص الجريمة.
لمصلحة مَنْ يتستر الحاكمون على مجرمي السياسة الذين حطموا البلد ومجرمي الجرائم التقليدية الذين سرقوا أماننا؟؟ هل للحاكمين مصلحة في ذلك؟ هل هم شركاء في كافة ضروب الإجرام هذه؟ أم هم خائفون من جهة داخلية أو خارجية؟؟
من يَهُنْ يسهل الهوان عليك
ما لجرحَ بميتَ إيلامُ!!!!
اللهم عبد الله ود جاد الله. اللهم عبد الله ود جاد الله
اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها.

دكتور ياسر أبّشر عبد المجيد
————————————
18 مارس 2022

اللهم عبد الله ود جاد اللهدكتور ياسر أبّشر
تعليقات (1)
أضف تعليق