جيفري فليتمان :مهمته وخبر تعيينه يستحقان الوقوف عندهما وكذلك تحركه السريع للمنطقة فور تعيينه يحمل دلالات مهمة

السودان

رصد:الرآية نيوز

تعيين جيفري فليتمان الدبلوماسي الامريكي المخضرم و مساعد وزير الخارجية الامريكية لشئون الشرق الادنى مبعوثا امريكياً من قبل وزير الخارجية الامريكي للقرن الافريقي ، مهمته وخبر تعيينه يستحقان الوقوف عندهما وكذلك تحركه السريع للمنطقة فور تعيينه يحمل دلالات مهمة .
فليتمان دبلوماسي من الوزن الثقيل وله خبرة معتبرة في النزاعات فقد كان رئيس ادارة الشئون السياسبة بالامم المتحدة لمدة ستة سنوات ، وهي وظيفة تساعد في رسم سياسة المنظمة الدولية والإشراف على جهود الوساطة التي تبذلها، وأشرف «فيلتمان» على الجهود الدبلوماسية للأمم المتحدة لمنع النزاعات وتخفيفها في جميع أنحاء العالم ، و حسب بيان وزير الخارجية الامريكي تم تعيينه كمبعوث للقرن الافريقي… “على ملف السد الإثيوبي، وقضايا إقليم تيجراي، والخلاف بين السودان وإثيوبيا “،
وقال وزير الخارجية انتوني بلينكن : ” المبعوث الجديد للقرن الإفريقي سيسعى لحل أزمات المنطقة بالحوار قبل أن تتحول لصراعات ” ، وهذا التعيين يشير لمدى الاهتمام الامريكي بالقرن الافريقي ..وللقلق الامريكي من الاوضاع في المنطقة ، دعنا نكون اكثر دقةً يعبِّر عن مدى قلق امريكا على الاوضاع في اثيوبيا ، فليتمان في معرض تعليقه على قرار تعيينه قال “أشعر بالخوف من هذا التحدي. إنه جزء معقد من العالم فيه الكثير من الأزمات المتداخلة التي تحدث في نفس الوقت. لكن الأولوية في الاهتمام ستكون لتيغراي”.ثم النزاع الحدودي بين اثيوبيا والسودان و النزاع حول سد النهضة مع مصر !!
الدول الثلاث الاولى التي زارها فيلتمان لديها رؤية محددة حول موضوعات المبعوث ومواقف مدروسة واصيلة ، ويعمل في هذه الملفات طواقم من الدبلوماسيين والموظفون الحكوميين المقتدرين ، واعني هنا اثيوبيا واريتريا ومصر …بينما السودان هو الاصعف بينها حيث يعاني من هشاشة بيّنة في الحكومة الانتقالية التي فيها تجاذبات داخلية بسبب ارتباط مكوناتها بجهات خارجية لديها مصالح متضاربة فيما يتعلق بملفات فليتمان ، فالبلاد تعاني من التدخلات الخارجية بصورة غير مسبوقة وهو تؤثر بشدة على قراراتها ومواقفها …كما تعاني من ضعف خبرة الدبلوماسيين الحاليين وكذلك الموظفون الحكوميون المؤهلون بعد ان جرّفت لجنة التمكيين مؤسسات الدولة من الموظفين ذوو الخبرات والمتخصصين في هذه الملفات !!
فملف سد النهضة مثلاً يعاني الان من صراع معلن بين وزير الري ووزيرة الخارجية ، التي تصر على ان تكون رئيسة الجانب السوداني في التفاوض بخصوص السد !! وهي رغم انها وزيرة الخارجية لكن هذه اول وظيفة لها في حياتها مقارنة بوزير الري د. ياسر ..وهو بمهندس متميز وموظف حكومي مؤهل ومعتّق عمل في هذا الملف من قرابة العقدين . مريم ركلت كل الموقف السوداني الصلب ، وتبنت الموقف المصري بصورة عمياء ليس فيها اعتبار لمصالح بلادها .
الجدير بالذكر ان المبعوث الامريكي لم يستقبله وزير خارجية اي من الدول الثلاث في المطار ..بل استقبلوه في مكاتبهم ..وكذلك استقبله روساء تلك الدول ..بينما مريم الصادق اصرت في تهافت يدعو للسخرية على مقابلته بنفسها في المطار !! من يخبرها انها وزيرة خارجية السودان ولم تعد ناشطة.
ملف الحدود ، تتمظهر فيه التدخلات بشدة ، فالإمارات العربية لاعب مهم، يمارس دور الصديق المُضر للدول الاربع في المنطقة !! ولكنه تكثر نفوذا وتدخلاً في السودان ..حيث يتحكم الامارتيون بوضوح في نائب رئيس محلس السيادة وقائدة قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو ويعتبر رجل الامارات القوي ، كذلك يملكون نفوذاً كبيراً على رئيس الوزراء د. حمدوك وعلى وزيرة الخارجية مريم المهدي ..وعدد من القيادات العسكرية والمدنية في الحكومة الحالية، كادت مبادرتها التي طرحتها والتي تنزع الفشقة من السودان وتمنحها لاثيوبيا تحت مظلة مقترح تولي شركة اماراتية لادارة المنطقة وفق عقد استثماري وتأجيرها من السودان لقرابة المائة عام !!! وكان رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية متماهيين على الطرح الامارتي ومدعومين من قائد الدعم السريع !!
ربما يفرض الامريكيون الان هذا الحل على السودان . …فلن يصمد البرهان ولا الجيش في موقفهما المعارض.
في ملف سد النهضة ، اذا عاد السودان لاعاان المبادئ الموقع في عام ٢٠١٥، سيعيد الحوار الى نقطة موضوعية ويعبر عنه نفسه باستقلالية، اما اذا رضخ تارة للموقف الاثيوبي تحت الضغط الاماراتي كما يفعل رئيس الوزراء احياناً وكما يفعل حميدتي ! وتارة اخرى يتحرك مدفوعاً من مصر والموقف المصري كما تفعل مريم المهدي..حينها سيكون الخاسر الاكبر ..ليس في سد النهضة فقط بل حتى في النزاع الحدودي مع اثيوبيا.

المحلل السياسي

اثيوبياالحدود الشرقيةالرآية نيوزالسودانجيفري فليتمانسد النهضةمصر
تعليقات (0)
أضف تعليق