هيثم محمود يكتب: أدركوا شرق السودان فالقضية أكبر من تصوراتكم!!

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

هيثم محمود يكتب:

أدركوا شرق السودان فالقضية أكبر من تصوراتكم!!

 

تطورت قضية شرق السودان ووصلت مرحلة ربما يصبح الحل فيها عصيا على مستجدي السياسة الذين وجدوا أنفسهم حكاما في غفلة من الزمان.

 

ثار أهل الشرق بقيادة الناظر ترك واحتجوا على مسار الشرق الذي اقحم في إتفاقية جوبا للسلام، هذه الاتفاقية التي ولدت معطوبة بسبب الاستعجال في انجاز ملف السلام وبسببها أصبحت الخرطوم ثكنة عسكرية تضج وتعج بمتمردي الحركات المسلحة ولا يمر يوم حتى يشاهد أهل الخرطوم دخول رتل من السيارات المدججة بالسلاح يتبع لحركة زعيط قادمة من ليبيا بعد أن ارتزقت هناك لسنين عددا واخر لحركة معيط قادمة من تشاد بعد أن شاركت في المعارك ضد أو مع الراحل ادريس ديبي وحركات أخرى نشأت في وسط العاصمة ووزعت وباعت رتب عليا للصعاليك والعطالى والفاقد التربوي ودونكم بائع الزلابية بسوق صابرين الذي غاب لأسبوع وعاد يرتدي رتبة عقيد!!.

 

تلك هي افرازات ومخرجات إتفاقية جوبا التي فشلت في إيقاف الحرب في جنوب كردفان وذلك لأن من يفاوضون الحلو من الرفاق هم شركاء السلطة من اليساريين الذين يريدون أن ينفذوا عبر بندقية الحلو مافشلوا في تنفيذه عبر سرقة الثورة في الخرطوم!!.

 

للشرق مطالب عادلة تبناها الناظر محمد الأمين ترك وايده فيها مجلس نظارات البجا وجل الإدارات الأهلية بشرق السودان وهو المطالبة بإلغاء مسار الشرق وفتح الإتفاقية لتسع جميع أهل الشرق، وهذه مطالب مشروعة فمسار الشرق  لم يلبى طموحات ولم يخدم قضايا أهل الشرق وهو كوعد بلفور (حق من لا يملك لمن لا يستحق) والدليل على ذلك الرفض الذي وجده الوالي صالح عمار في كسلا وإصرار المركز عليه كوال وما آلت إليه الأوضاع عقب تعنت المركز، فقد دفع ثمن ذلك مواطن الشرق المغلوب على أمره بسبب سياسات المركز العرجاء ونظرته القاصرة.

 

تعامل الحكومة مع قضية الشرق يؤكد أن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك مستجد سياسة وفاقد للتجربة الإدارية والسياسية وترك قضية الشرق  لستشاريه أمثال عرمان الذين ينظرون لقضية الشرق بمنظار (ترك كوز وحوله فلول) لذا وصل الأمر لمرحلة الإغلاق الكامل لشرق السودان والذي دخل يومه الثالث وانضم إليه منبر البطانة الحر الذي إغلق طريق القضارف الخرطوم.

 

قضية إغلاق شرق السودان أظهرت الخلاف بين مكونات الحكومة ومن المفارقات أن رؤية المكون المدني هي ضرورة الحسم العسكري بينما رؤية المكون العسكري هي أن القضية مطلبية ويجب حلها بمنطق التفاوض لا بقوة السلاح.

 

على الحكومة أن تدرك تعقيدات قضية الشرق وتسرع في حلها حتى لا تصبح تلك التجمعات مرتعا للمخابرات مثلما كانت ساحة اعتصام القيادة أكبر بؤرة للمخابرات العالمية فالاطماع الدولية في الشرق كبيرة جدا وهنالك عدة دول تسعى لفصل الشرق والسيطرة على المواني.

 

ما الذي يضير الحكومة من إلغاء مسار الشرق؟ مادام أن الجموع التي خرجت تؤكد أن الغالبية ضد هذه الإتفاقية المعطوبة؟! ما الذي يمنع فتح مسار الشرق مادام أن الحكومة نفسها لقيطة وتحكم بوثيقة غير دستورية ولا زال الجدل يحتدم حول وثيقتين أصلية ومعدلة وأخرى يطرأ عليها التعديل عند الطلب!!.

 

أدركوا شرق السودان ودعوا أهل الشرق يحكمون اقليمهم وفق رؤيتهم فما الذي يجعل مناوي حاكما لإقليم دارفور دون استفتاء ويحرم ترك وأهل الشرق من ذلك؟ ما الذي يمنح أهل دارفور حصة من الثروة ويمنع أهل الميناء والمعادن بشرق السودان من ذلك؟!.

 

أدركوا شرق السودان اليوم قبل الغد فما زال في الوقت متسع.

أدركوا الشرق فاغلاق الميناء هو خنق للسودان من (حلقومه).

اترك رد