هيثم محمود يكتب : السبب التلج!!

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

هيثم محمود يكتب :
السبب التلج!!

تقول الطرفة أن الطبيب منع السكرجي من السكر لتدهور حالته الصحية وحذره الطبيب بأن شرب البيرة بالتلج يسبب ارتفاع ضغط الدم ، وأن تناول الويسكى مع التلج يسبب قرحة المعدة وختم الطبيب تحذيره للسكرجي بأن شرب العرقي مع التلج يسبب تليف الكبد.
فعاجله (السكرجي) قائلا : الله يلعن (ابو التلج) بالله هو سبب البلاوى دى كلها!!.

طرفة (السكرجي) والتلج تشخص الواقع السياسي الذي تعيشه بلادنا اليوم فشركاء الحكم وصل بهم التشاكس مرحلة أن يعلق كل طرف فشله على الآخر كحال السكرجي مع التلج.

عقب المحاولة الانقلابية خاطب البرهان وحميدتي قوات الجيش بالمدرعات والمرخيات ونسبا كل الاخفاقات والمشاكل الأمنية بدءا من ثورة الشرق وقفل الناظر ترك لطريق بورتسودان والميناء وحتى المحاولات الانقلابية بما فيها المحاولة الأخيرة التي أفشلها مخرج التلفزيون حجو (الود محروس بتاع الوزير) بسبب رفضه لإذاعة البيان، كل هذه البلاوي نسبها المكون العسكري (للتلج) (المكون المدني).

كذلك خرج حمدوك لقناة البي بي سي وخالد سلك للجزيرة ومحمد الفكي لتلفزيون السودان وارغوا وازبدوا ونسبوا كل فشل الحكومة وتقصيرها وتضييقها على المواطن في عيشه وحياته وحتى صراعات قوى الحرية والتغيير الداخلية نسبوها (للتلج) (المكون العسكري).

الواقع يؤكد أن الفشل الذي لازم أداء حكومة الشراكة الغبية مسؤوليته مناصفة بين العسكر والمدنيين فالجميع اتفقوا على إسقاط الانقاذ واتفقوا على فض الاعتصام ووقعوا على الوثيقة الدستورية التي كفلت لهم اقتسام السلطة وبالتالي فهم شركاء في النجاحات والاخفاقات.

كيف لشريكين اتفقا على اقتسام السلطة (المغنم) أن يختلفا حول الفشل (المغرم) فلا يستقيم عقلا أن يتقاسما الأرباح ويحمل كل واحد منهم الاخر مسؤولية الخسائر!!.

صراع العسكر والمدنيين لا علاقة له بالمواطن فقد تناسى القحاتة قضية الشهداء التي طالما تاجروا بها وباعوها بكراسي السلطة ومواقع الحكم ولم تخطر ببالهم إلا عندما أعلن البرهان أن الجيش وصي على الفترة الإنتقالية فأخرج تجار الدم (عدة الشغل) ونفضوا الغبار عن صورة الشهيد عظمة ومواجهته لصلف العسكر، استدرارا لعطف الشارع الذي لم يهب لنجدة ود الفكي ولكن خرج بعد يومين رفاق عظمة وأحرقوا مدرعة عسكرية تتبع للشرطة!!.

العسكر ليسو بأفضل من المدنيين، يتحدثون عن حال المواطن ويستدرون عطف الشارع بمعرفتهم بواقع الحال وشظف العيش ولا يقدمون حلولا تؤكد وقوفهم مع المواطن، فاستثمارات الدعم السريع وحدها كفيلة بحل مشكلة الخبز في البلاد وعلاقات الجيش وأمواله كفيلة بأن تجعل سعر الوقود بأقل من نصف قيمته التي يباع بها اليوم ولكن لا أحد يضحي أو يقدم فالمواطن في آخر سلم أولويات حكام الغفلة.

مايتم الآن بين شركاء الحكم هو إستهبال سياسي وهروب عن المسؤوليات وصراع حول السلطة التي اقترب موعد تسليمها للمدنيين وهذا لا يهم المواطن المسكين في شيء ما دام أن السكرجية يعتبرون أن التلج هو سبب كل البلاوي.

اترك رد