معتصم الاقرع يكتب : وراء كواليس انفجار الشراكة المتناغمة

السودان

رصد : الرآية نيوز

معتصم الاقرع يكتب :

وراء كواليس انفجار الشراكة المتناغمة

🔶 فحص تصريحات طرفي التراشق المدني/العسكري يشير الي ان جذور الازمة تعود لمبادرة رئيس الوزراء التي فسرها العسكر على انها مفصلة علي بضعة أحزاب وتقصي اخري ورأوا ان هذا تمكين لمجموعة دون اخري.

🔶 وغالبا يقصد العسكر ان الهندسة الجديدة هي تمكين للجبهة الثورية (فحزب المؤتمر السوداني كمبارس لا يملك نظرة استراتيجية متكاملة أو تصور ابعد من مشاركة آية في السلطة وكذلك حزب الامة الذي يعيش في فراغ الرؤيا والقيادة بعد غياب الامام عن المهد).

🔶 ومن وجهة نظر العسكر تتمثل خطورة الجبهة الثورية في ضغطها من اجل تنفيذ اتفاق جوبا الذي يترتب عليه اغراق القوات المسلحة (الجيش الرسمي) بعشرات الالاف من منسوبي الحركات المسلحة ما يعني عمليا قبر الجيش التقليدي واستنزاف موارد الدولة المالية.

🔶 ومن السذاجة تصور ان قادة الجيش سيقبلون طوعا تفكيك جيش يغير بعضهم عليه وتنحيهم عن المشهد الذي يعني ان الكثير منهم سيكون مصيره نفس مصير البشير وعبدالرحيم محمد حسين.

🔶 كذلك من السذاجة توقع ان يقبل الفريق دقلو طوعا ان يتخلى عن درعه الحامي بتذويب ميليشيته داخل الجيش والتحول الي فرد شبه اعزل.

🔶 وفر نجاح الشباب في اسقاط نظام البشير فرصة تاريخية لمعالجة قضية الميليشيات معالجة جذرية ولكن أهدرت القوي التي قادت التفاوض مع المجلس العسكري تلك الفرصة وكتبت للمليشيات حياة جديدة.

🔶 اضف الي ذلك بحث الشق المدني عن شماعة عسكرية يعلق عليها الفشل الذريع لسياسته الاقتصادية التي فاقمت الازمة المعيشية ولم تجذب استثمارا ولا دعما يعتد به.

🔶 وحين لوح المكون المدني بالاستعانة بالشارع و”المجتمع الدولي” للي ذراع العسكر بدا الجنرالات في البحث عن شارع مواز، يتكون جله من الإسلاميين خارج حزب المؤتمر الوطني وقيادات القبائل والمشايخ والطرق الصوفية. وهذا هو سبب اتهام قادة الشق المدني بان الاحتقان في شرق السودان يقف خلفه المكون العسكري.

🔶 عودة الي قضية الجيش, من المهم ملاحظة الفرق الجوهري بين القوات المسلحة وميليشيات حركات العمل المسلح. فهذه الميليشيات يمتلكها افراد أو اسر ترثها أبا عن جد واخا عن اخ وهي تقوم على قاعدة قبلية لا يمكن انكارها بأسماء مخادعة كما انها ولدت وترعرعت تحت كنف قوي اجنبية مولت وسلحت ووفرت الغطاء السياسي والإعلامي. ومن يدفع للزمار يطلب المعزوفة في كل منحني.

🔶 أما الجيش فهو مؤسسة وطنية لا غني عنها لوجود السودان كدولة ومهما كان الاتفاق أو الاختلاف مع قيادة الجيش في أي لحظة تاريخية فان هذه القيادات ذاهبة يوما ما بالرفت أو التقاعد أو الموت ولن يرثها أبناء ولا اخوان.

🔶 لذلك فان أي تحفظات علي قيادة الجيش في أي لحظة يجب ان لا تنسحب علي تبخيس أهمية الجيش كمؤسسة (وليس كأفراد أو قيادة). لذلك فان أي مساواة بين الجيش كمؤسسة والحركات المسلحة هو انتحار وطني.

🔶 تصورات الجبهة الثورية لإصلاح الجيش يمكن وصفها بأنها خارطة طريق لإنهاء وجود السودان كدولة تعقبه فوضي وخراب يعشعش فوقه بوم امراء حرب يحكمون بالحديد وينهبون المعادن ويبيعون ما يمكن بيعه للأجنبي.

🔶 وقد تم اختبار عقلية وطروحات الحركات المسلحة في ما يحدث في جمهورية جنوب السودان بعد ان تفتت السودان الموحد.

🔶 وللأسف يذهل الخطاب السياسي الوطني عن السجل الحافل بالفشل الدموي واللصوصي لخطاب الحركات المسلحة ولم يستخلص أحد أي درس من منجز خطابها المتجلي في جمهورية جنوب السودان منذ عام 2005.

اترك رد