بكري المدني يكتب : القاعة -الدرس المستفاد !

السودان

رصد : الرآية نيوز

الطريق الثالث – بكري المدني

القاعة -الدرس المستفاد !

أهم درس مستفاد من لقاء قاعة الصداقة أمس ان الأوضاع في البلاد لا يمكن ان تستمر على ما هي عليه وان الأمور لن تسير كما هي وان التغيير لابد واقع سواء على طريقة اللواء بكراوي او القائد مناوي او الناظر ترك والتغيير سوف يفرض نفسه من عمق البطانة او غرب كردفان وليس بعيدا ان يأتي التغيير من الشمال!

ان الطلب الصريح للثورة هو حل المؤتمر الوطنى ومحاسبة كل من أجرم في النظام السابق وليس هناك نصا على عزل بقية القوى السياسية من ان تكون جزءا من الفعل والقرار السياسي والنص الصريح هو عدم مشاركة القوي السياسية – كلها – في الحكومة الإنتقالية حيث نصت وثيقة الفترة الإنتقالية على ان تتشكل الحكومة من كفاءات وطنية مستقلة ولكن –

ولكن قوى سياسية بعينها اختزلت السلطة في نفسها تماما مثلما فصلت الثورة على مقاسها واحتفظت بحق القرار السياسي على حساب شركائها في السلطة والذين منحتهم مناصب بلا تأثير ومضت إلى أكثر من ذلك عندما قلصت حاضنة الحكومة السياسية الى ثلاث أحزاب ورابع أقرب للحائر لهذا ولغيره من أسباب الفشل الكبير في كل شئ كان لابد مما كان –

ما كان حتى الآن هو التقاء غالب شركاء الحرية والتغيير في القاعة لتعديل الصورة المقلوبة وان لم تنجح هذه المحاولة الجسورة فإن التغيير كما ذكرت سوف يأتي بطريقة أخرى ومن خارج القاعة هذه المرة!

المرجو ان تكون السلطة الحاكمة في شقها المدني قد وعت الدرس والتقطت الإشارة واستلمت الرسالة وعليها ان تقبل عملية التغيير قبل ان تصبح هدفا له !

ان قبول التغيير والسير في ركابه يجعل من قوى السلطة اليوم جزءا من عملية التغيير الجارية وان لم تفعل سوف تتجاوزها الأحداث كأي نظام سابق لم يحسن قراءة مجريات الأمور واتجاهاتها كما يجب

ليس هناك من حل ابدا سواء الاحتكام للوثيقة الدستورية على علاتها وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة لتكملة الفترة الإنتقالية وانصراف كل الأحزاب للاستعداد للانتخابات القادمة مع التزامها جميعها بأن تكون الحاضنة السياسية لحكومة الفترة الانتقالية

ان أي مشاركة حزبية في الفترة الانتقالية ومهما كان مستواها تهزم نصا صريحا من نصوص الوثيقة الدستورية وأي حزب يشارك في السلطة ليس له الحق من بعد في رفض الآخرين أو منعهم من المشاركة فيها بذات المستوى لا بل وحسب الأوزان التنظيمية فالثورة لم تحل غير الوطني !

العودة لمنصة التأسيس تعني مراجعة كثير من القرارات والأعمال خاصة فيما يلي الإجراءات التى اتخذتها لجنة تفكيك تمكين نظام الثلاثين من يونيو إضافة الى إكمال هياكل السلطة وفي مقدمتها المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية ولا أحد يتصور رقابة على الجهاز التنفيذي من غير برلمان او يتوقع عدالة من غير محكمة دستورية!

ان أكبر إنجاز يمكن تحقيقه هو توقيع مجموعة الأربعة نفسها على الإعلان السياسي لقوى الحرية والتغيير وقبولها بالعودة لمنصة التأسيس الأولى وأي رهان غير ذلك هو رهان فاشل ونرجو ألا تثبت الأيام ذلك !

اترك رد