الطاهر ساتي يكتب : حُكام بالصُدفة ..!!

السودان

رصد : الرآية نيوز

الطاهر ساتي يكتب :

حُكام بالصُدفة ..!!
______________

:: يوم الخميس الماضي، بمنتدى الزميلة (التيار)، أطلق المتحدث الرسمي باسم المجلس المركزي لقوى الحُرية والتغيير، جعفر حسن عثمان، الاعتراف الآتي: (جئنا بشعار تسقط بس، وبعد السقوط – عندما وصلنا الى السُلطة – لم يكن لنا تصور للحكم)، وقد صدق جعفر.. فالعباقرة كانوا يُعارضون فقط، ولم تحدثهم أنفسهم يوماً – طوال الثلاثة عقود – بوضع تصور لُحكم البلاد و إدارة شؤون الشعب في حال الوصول الى السُلطة..!!

:: والناظر لأحزابهم يرى فيها عجباً، إذ لكل حزب أمانة للاقتصاد وأخرى للثقافة وثالثة للخارجية ورابعة للتخطيط الاستراتيجي .. و.. خامسة.. و.. أمانات متخصصة، تضج بالعمم والجلاليب، مهمتها التخطيط لما قبل وبعد الحُكم، أو يُفترض ذلك، ولكنها في الواقع مجرد هياكل بلا بروح أو فكر.. ليس جعفر وحده، بل كلهم، عندما أوصلوهم الى السُلطة،لم يكن لديهم خُطة للُحكم، أو ربما ظنوا بأن خُطة الحُكم هي هتافات (دسيس مان)..!!

:: وخير دليل على أن قوى الحرية لم تكن تملك من خطط الحكم وبرامجها غير (تسقط بس)، عجزها عن فرض حكومة كفاءات مدنية مستقلة، بدلاً عن الخنوع للعسكر بالعمل – تحت سيادتهم – كأفندية .. ثم عجزها عن تقديم أي برنامج اقتصادي لرئيس الوزراء بعد أداء القسم وتشكيل الحكومة.. وقالها حمدوك، للجالية السودانية بالرياض، بأنّه لم يتسلّم أيّة خُطة عن الفترة الانتقالية من قِوى الحُرية، وفاقد الشيء لا يعطيه.. طالبوه بانتظار ليلة القدر المسماة بالمؤتمر الاقتصادي، وكان مؤتمراً للهُتافات بقاعة الصداقة…!!

:: فالأحزاب التي كانت تعارض فقط – دون وضع تصور للحكم – تَفَاجأت بالثورة و(ركبت الموجة).. لقد أخطأ تجمع المهنيين بتسليم مفاتيح السُلطة للأحزاب، إذ كان عليه أن يكون شريكاً مع العسكر في (حكومة كفاءات)، وذات مهام محددة.. ولكن للأسف، لم يُجنب تجمع المهنيين مصير الفترة الانتقالية عن أجندة زُعماء الأحزاب، بل سلمهم الفترة الانتقالية – بكل مخاطرها – ليبقى هذا التسليم مثار دهشة وغضب الثوار..!!

:: ولاحقاً عرف الثوار سبب تسليم تجمع المهنيين للُسلطة لمن لا يملكون تصوراً لإدارتها كما يجب، إذ كشفت الأيام بأن تجمع المهنيين ذاته واجهة من واجهات الأحزاب، بدليل انشطاره إلى تجمُّعيْن متنافرين في مرحلة قسمة السلطة، أي مثل قوى الحرية التي انشطرت الى جناح السنهوري وجناح مناوي، وذلك طمعاً في مقاعد المجلس التشريعي ومقاعد أُخرى، وهذا دليل آخر بأنهم تسلقوا الى السُلطة بدون (برنامج عمل)..!!

:: ثم إن كان 17 نوفمبر هو موعد انتقال رئاسة السيادي للمدنيين، يبقى السؤال المُر: هل لقوى الحُرية تصور – واضح ومتفق عليه – لهذا الانتقال؟.. بمعنى، من المرشح لخلافة البرهان؟، ومتى يتم الإختيار؟، وكيف يتم الاختيار و الترشح؟، من المكونات المتنافرة أم شخصية مستقلة؟.. للأسف، لا تُوجد إجابة واضحة ، بحيث تكون (تصور واضح) لنقل السُلطة للمدنيين.. !!

:: وبعد كل هذا يحدثونك عن (سطوة العسكر)، و تناسوا بأنه لن يستطيع أحد ركوب ظهرك ما لم تكن منحنياً، أو كما قال مارتن لوثر كينج..!!

اترك رد