إبراهيم عثمان يكتب : تمخض التصحيح فولد إهانات مقبولة !

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

تمخض التصحيح فولد إهانات مقبولة !

إلى ما قبل أحاديث البرهان العلنية عن الخلافات في الفترة التي سبقت قرارات التصحيح كان الغالب على أحاديث المسؤولين المدنيين التأكيد على متانة الشراكة، ولم تكن هناك إهانات علنية كثيرة موجهة إلى شخص البرهان أو بقية أعضاء المكون العسكري أو إلى الجيش وبقية الأجهزة النظامية، نعم كان مثل هذا يحدث أحياناً من قلة من المسؤولين، وكان يحدث دائما من قاعدتهم الشعبية.. لكن لم يبلغ الأمر هذا المستوى الحالي ..

من بين شكاوى البرهان التي سبقت قرارات التصحيح أن التفضيل في التعيينات كان دائماً لأصحاب المواقف المعادية للجيش، قد يكون ذلك صحيحاً فهو أدرى بالأمر، لكن هذا لم يكن ملاحظاً للعامة كما هو حادث الآن بعد قرارات التصحيح، فالقرارات أخرجت كل مكنونات الصدور، وعملية “تصحيح التصحيح” التي بدأت بعد الاتفاق مع حمدوك يقوم ركنها الأساسي على التركيز، في غالب التعيينات، على من أعلنوا معارضتهم للتصحيح وأظهروا قدراً من المواقف العدائية، الأمر الذي سينقل – في حالة اعتراض البرهان – حالة العداء بين مكونات السلطة إلى حالة تفوق تلك السابقة بكثير .

إذن لم يعد حصاد التصحيح، بعد إعادة تصحيحه، يزيد كثيراً عن الإمعان فيما شكا البرهان منه في السابق، وبسقوفات أعلى بكثير، وبأوضاع يُفترَض أنها ستشكل إحراجاً لرئيس دولة يصفه بعض الولاة المكلفين، وبعض سفرائه المعتمدين بالانقلابي الدموي، ويعملون علناً، ومن مواقعهم الرسمية من أجل فرض العقوبات ..ومع هذا الواقع الجديد شديد الغرابة يصرح البرهان بأنه وحمدوك على وفاق تام وتعاون كامل !

قد يقول قائل : لماذا الحديث عن هذه الأمور ما دام صاحب الشأن راضياً أو متفهِّماً أو مكرهاً بسبب أشياء يراها ولا يراها غيره ؟ قد يكون هذا السؤال سائغاً فيما يخص العلاقة بين شخصين عاديين، أما بين رئيس دولة ومرؤوسيه فالأمر يختلف، ونتائجه، خيراً أو شراً، ستمس الجميع .

إبراهيم عثمان

اترك رد