إبراهيم عثمان يكتب : الصناديق تخون ( ٢- ٣)

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

الصناديق تخون ( ٢- ٣)

( الصناديق تخوننا ) .. تقولها أحزاب الفكة بعشرات الطرق، تقولها حين ترفع قبعات الاحترام والتقدير الكذوب ( الشعب شعب واعي والردة مستحيلة) حين يكون الحديث حديث تمكين انتقالي ونُطْق باسم الشعب، ومزاعم تفويض .. لكن ذات الأحزاب هذه تعود وتحتقر الشعب حين تسحب الاعتراف بهذا الوعي العظيم فجأةً وجملةً حين يكون الحديث عن الانتخابات !! ليكون الحديث عن الجهل المسيطر والأمية المتفشية والبيئة الاجتماعية والتشريعية غير المواتية لإعطاء الشعب حق الاختيار !!كما يقول البعثي م. عادل خلف الله : ( إذا كان المقصود بها – أي الانتخابات -، إشراك الشعب وقياس اتّجاهات الرأي العام عن مَن يُعبِّر عن مصالحه؛ هذه الخطوة تتطلّب إحداث تغيير اجتماعي وتشريعي وإبعاد تأثيرات النظام البائد في تشكيل الرأي العام) .. وليكون الخديث عن الشعب الجاهل الذي لا يختار إلا الكرور كما تقول الناشطة اليسارية ميمونة أبو حراز : ( الانتخابات تاني حتجيب “الكرور” طالما القواعد تعبانة ما متعلمة ما مستنيرة ) !! .

(الصناديق تخوننا ) .. تقولها أحزاب الفكة حين تتغزل في عزيمة “هذا الجيل” التي لا يشوش عليها أو يهزمها تزوير، وإرادته الغلّابة، التي تحرس الحقوق حراسةً لا يبطلها مكر أو تدبير، و تغني لقوته التي تقتلع الأنظمة من الجذور.. لكن إذا تعلق الأمر بالانتخابات، خارت القوة ، وتلاشت الإرادة، وتبخر التصميم، وسهل التزوير، وعجز الجيل الذي يحرس دولة بكل شؤونها عن حراسة صندوق انتخابات !

ما بين الوعي الأسطوري الذي تزعمه قحت لجمهورها، وتنفخ فيه إلى درجة المطالبة باعتماد هتافات مواكبها كصوت للوعي الخالص الذي يعبر عن الشعب كله ويعطيها تفويض الحكم، ما بين هذا، والمطالبة بتطويل فترة الحكم وتأجيل الانتخابات إلى حين توعية الشعب ( الذي فوضهم أصلاً بوعيه!) ليستحق أن يُعطَى حق اختيار ممثليه !! ما بين الإثنين يظهر تدجيل قحت وكذبها، في الحالتين، واضحاً لا تخطئه عين حتى لو كانت حولاء ..

إبراهيم عثمان

اترك رد