إبراهيم عثمان يكتب : قحت وانتقام المبادئ !

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

قحت وانتقام المبادئ !

« المبادئ التي تتعرض للخيانة تنتقم لنفسها » – مالك بن نبي

المبادئ تتلاعب بمن يتلاعبون بها مهما كانت براعتهم في إخفاء التلاعب، فهي ترفض التواطؤ معهم، وتنتقم لنفسها؛ فتوثق باطلهم، وتكشف تناقضاتهم، وتفضح هشاشة منطقهم، وتثبت كذبهم وجهلهم وأنانيتهم، وتتأبى على الدور الذي يريدونه منها كشاهد زور، وقواد للأفكار المسمومة والمواقف القبيحة .. كثيرةٌ هي الحالات التي تثبت هذا، وبالتالي تثبت انطباق مقولة مالك بن نبي على قحت، حاكمة ومعارضة :

▪️ الآثار الباقية للعقوبات كانت أحد الأسباب الرئيسية في إسقاط حكومة قحت التي فشلت فشلاً ذريعاً ووصل التضخم في عهدها إلى معدل غير مسبوق، وكذلك سعر العملة، والجمارك، والضرائب، والرسوم، ومع ذلك تراجعت الخدمات وقاربت الانهيار .. لذلك يجوز القول : بأن المبادئ التي خانوها أثناء مطالبتهم بفرض العقوبات، والتي خانوها، مرةً أخرى، ببيعها كثمن لرفع العقوبات، قد انتقمت منهم وأسقطتهم، بحيث يصح في حقهم القول : على نفسها، وللأسف قبل ذلك على الوطن والشعب، جنت براقش .

▪️ أقرت قحت شعار ( ندوسو دوس )، وكانت تحتفل بكل أنواع الدوس ولا تدينه مهما بلغ، لكن قادتها تعرضوا عدة مرات للدوس من المتظاهرين، وللمفارقة لم يستطيعوا أيضاً إدانة هذا الدوس الذي طالهم شخصياً، ولم تخرج البيانات، وحتى الإدانات القليلة تأتي خجولة وتميل إلى تبرئة المتظاهرين واتهام “مندسين” وسطهم، رغم أن الذين يعتدون لا يخفون وجوههم ولا يهربون، ولا يتعرض لهم بقية المتظاهرين إلا بالمطالبة بعدم الضرب، والاكتفاء بالهتاف وبالطرد ! .. هل هناك تفسير لهذا غير المبادئ التي تنتقم لخيانتها ؟!

▪️خانت قحت الشعب بإقامة نظام حكم انتقالي تتمكن فيه وتطبق برنامجاً اقتصادياً قاسياً بعد وعدها للشعب بالرفاه، وتمكن فيه لأفكارها العلمانية الشاذة بعد وعدها بألا تفعل، وتتفادى رأي الشعب الذي تعبر عنه صناديق الانتخابات،، بعد وعدها بالديمقراطية، وخانت جمهورها الذي عاهدته على إقصاء كامل يشمل حتى العساكر ( مدنياااااو ) ثم ضغطت على العساكر من أجل تمديد الفترة الانتقالية بما يعني بقاءهم لأطول فترة ممكنة، ثم سعت لاستخدامهم للحراسة وضرب الآخرين، ثم خانت عهدها معهم وعملت لضربهم باستخدام جمهورها، والبعثة الأممية، والسفارات.. فعلت كل هذا الذي داس على مبادئ كثيرة، فانتقمت المبادئ لنفسها وأفقدت. قحت الشعب، والعساكر، وحتى جزء ممن يُفترَض إنهم جمهورها..

تخريمة :
لمن يقولون إن الإنقاذ ذهبت بسبب خيانتها للمبادئ، خاصةً الذين يناصرون قحت أو القريبين منها : لو كانت هذه، لا إنقلاب اللجنة الأمنية، هي الحقيقة لما وجدت قحت ما تبيعه لتقبض الثمن في شكل مساعدات، ورفع للعقوبات، وحراسة أممية، وتضامن سفراء . ولمن يقولون إن قرارات/”انقلاب” البرهان، لا بيع المبادئ، هو ما أسقط قحت: أذكروا قائمة بالمبادئ التي كانت تحرسها قحت وتضحي من أجلها وبيعت بعد ذهابها ..

إبراهيم عثمان

اترك رد