إبراهيم عثمان يكتب : الطالب المفصول .. ضحية العلمانيين !

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

الطالب المفصول .. ضحية العلمانيين !

لعلم العلمانيين بصعوبة تسويق بضاعتهم اضطروا إلى حيلتي التقية والتدرج، والتدرج تم في بعض الحالات بأسوأ طريقة، حيث قاموا بإجراء التعديلات القانونية العلمانية بالقدر الذي يقدرون أنه كافٍ كبداية ولا يثير سخطاً شديداً . ثم، تنازلوا عن إكمال التعديلات التي تحفظ “حقوقهم” كاملةً وتقيم المجتمع العلماني المثالي ، وهذا الأسلوب صنع فوضى كبيرة ، على سبيل المثال فيما يخص إباحة الخمور لغير المسلمين حيث لم تُنظَّم، حتى الآن، صناعة وتجارة واستيراد الخمور، وضرائبها وجماركها ومواصفاتها، وفيما يخص الإلحاد الذي نحن بصدد مناقشة ما تم بشأنه ..

حادثة الطالب الملحد تكشف جانباً من هذه الفوضى، فالنظام العلماني القائم بعد أن أجاز التعديل القانوني الذي أباح الإلحاد، وحصَّنه بإضافة مادة توقع عقوبة مغلظة على من يتحدثون عن كفر الملحدين، لم يكمل بقية التعديلات المطلوبة، مثلاً لم يلغِ خانة الديانة في الأوراق الثبوتية، وأيضاً لم ينظم عملية تغيير الديانة إلى ملحد أو لا ديني، ولم ينجز التعديلات اللازمة فيما يخص التعليم، إذ لم يضع منهجاً بديلاً للدراسات الإسلامية والمسيحية خاص بالملحدين، وأكتفى بالعلمنة غير الكاملة المناهج، وحتى هذه اضطر لإعلان التراجع عن بعض جوانبها بعد ردة الفعل المعلومة.

لو أن النظام العلماني القائم لم يعتمد التقية والتدرج ولم يستحِ من إكمال تعديلاته، لتمكنت الأسر الملحدة والطلاب الملحدين ( قحاتةً كانوا أو غير مسيسين ) من تعديل خانة الديانة بسهولة، ولعولجت مسألة منهجهم، ولما حدثت واقعة الطفل الملحد التي أغضبت القحاتة، ولما زاره السفير الألماني ليرسل رسالة احتجاج في بريد الحكام .

إبراهيم عثمان

اترك رد