بدر الدين حسين علي يكتب : مجلس السيادة.. متي ينتفض..!!

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

بعد الغروب

بدر الدين حسين علي يكتب :

مجلس السيادة.. متي ينتفض..!!

مجلس السيادة الذي تكون عقب قرارات البرهان التصحيحية ظلت اجتماعاته شبه منتظمه، يعقبها بيان صحفي للناطق الرسمي باسم المجلس، ثم ينفض المولد الي حين انعقاد جديد كما تلك الحكاية القديمة دخلت نملة واخذت حبة وخرجت .

فمنذ فجر الثورة التصحيحية وفي ظل غياب تام لمجلس ورزاء في البلاد لم يصدر المجلس قرارا ذو تاثير في معاش الناس، او صحتهم، او حلمهم الجميل بعودة فرض هيبة الدولة بما يحقق العدل والمساواة ويوقف كل المظاهر السالبة ويعمل علي حفظ الامن الداخلي للبلاد.

مجلس سيادة في مرحلة حرجة من تاريخ البلاد تشير كل الموشرات الي انها تسير نحو منعطف خطير ينظر ويتفرج وربما يدعوا الله سرا بان لا تتجه البلاد نحو هذا المنزلق الخطير، وهو جهد ايمانهم وغاية ما يبلغون من عمل، يصبح من العسير ان تعلق به امال الشعب بالخروج بالبلاد الي بر الامان في ظل انسداد الافق السياسي.

والاخبار لانها دائما ما تبحث عن الغريب من الاشياء، فقد حملت ان مجلس السيادة يدعو للاسراع في اختيار رئيس وزراء للبلاد، فعلا خبر يستحق الاندهاشة، فمن هولاء الذين يدعوهم مجلس السيادة للاسراع في اختيار رئيس مجلس الوزراء؟ ، هل كون المجلس بليل لجنة لتقوم بهذه المهمة..!! ، ام تراه اوكل الامر لبيت خبرة متخصص ولديه تجارب مشرقة في هذا المجال ليختار رئيس وزراءنا الجديد.

ام ان المجلس يناشد المبعوث الاممي للسودان بضرورة استعجال اصدار تعليماته باسناد المهمة لشخصية يثق فيها، ام ماذا يقصد مجلس السيادة بدعوته هذه.

يبدو ان مجلس السيادة سيكرر ذات الخطأ الذي دفعه للعودة بحمدوك بعد انعتاق، اذ ان سمة التردد التي صاحبت اعماله كانت سببا في عودة حمدوك ليجلس معه كل السودان في مجلس العطالة لمدة شهر كامل وبعدها لا مخاض ولا مولود.

يا مجلس السيادة الموقر متي ستطلع بدورك المنشود وماذا تنتظر، اليس بمقدورك تسمية رئيس وزاراء حتي تجنب البلاد فتنة ربما تصيبها بهذا التهاون والتراخي الذي ليس لديه مبرر، ولا يحمل حلولا مستقبلية.

هل يدرك اعضاء مجلس السيادة ان فشل مبادرة مبعوث العناية الاممية فولكر في الوصول الي اتفاق بشان ادارة البلاد في هذه المرحلة يعني التوصية لانتقال مهام البعثة الاممية من البند السادس الي البند السابع ليصبح السودان عراقا جديدا.

يا من تجلسون في مقاعدكم بمجلس السيادة والبلاد قد انتهكت سيادتها واصبحت مرتعا لكل سفير فاشل وسفيه يتجول كيف يشاء ويفعل ما يشاء وانتم لا تحركون ساكنا في اصعب امتحان وضعكم فيه تاريخ البلاد السياسي، فمتي تنتفضون من اجل هذا الوطن وتخرجون من كهفكم..!!

اترك رد