بدرالدين حسين علي يكتب : للسبت ترويح..!!

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

بعد الغروب

بدرالدين حسين علي يكتب :

للسبت ترويح..!!

سيدي كم وددت ان اكتب اليك وانت في تمام صحتك وعافيتك التي نرجوها لك دوما من رب العباد، تلطفا بنا قبل ان يكون تلطفا بك، ويقينا عندنا لا يدانيه شك ان دعوات الفقراء والمساكين واليتامي وغيرهم من ذوي الحاجات سيدعون لك، لانك كنت حارسا امينا ونزيها وشريفا وانت تقف على بوابة قضاء حاجاتهم والذين عملوا معك يعلمون ذلك علم اليقين .

سيدي لقد عرفناك عبر بوابة هي كميزان الذهب لا ترحم من يكون عليها قيما ان لم ياخذها عدلا وانصافا ورحمة وشفقة بالمساكين، وقبل هذا وذاك ان يعمل في موقعه هذا منطلقا من عقيدته السليمة مومنا بان هذه ثغرة كالجمرة ان احسنها كانت نارا ينضج الطعام لاصحاب الحاجات والمسغبة، والا اصبحت حارقة فاخذت بحارسها اولا، ونحمد الله ان وجدناك تبذل قصاري جهدك للاولي وتخاف الله من الثانية، وما شهدنا لك الا بما علمنا .

سيدي كنت اتحاشى ان التقيك كثيرا، فقد كنت استصغر نفسي امام تواضعك الجم وادبك العالي، حتي كان غالب ظني حينما تتحدث يذهب إلى انك تهمس همسا، غير اني وجدت ان هذا نوع من الادب لا يناله الا الصالحين واحسبك منهم.

سيدي مما جعلني اقف عند اسمك متاملا انه كان اختيارا موفقا ابا عن جد كيف لا وقد سميت باسم خير الانبياء امام الرسل، ثم كان اسمك الثاني كناية عن اعترافك بعبودية الله وايمانا بانه الرازق ولا احد سواه.

سيدي ان كان قد ناوشك المرض واصابك بعلة في القلب فاعلم ان ذلك من خوفك ودوام تفكيرك في امور عامة عباد الله من المستضعفين والمكلومين والمتعففين الذين كانوا يضخون الدماء في شرايينك وانت سعيد ايما سعادة بخدمتك لهم ليل نهار وحتي وانت عائد اواخر الليل الي دارك لا تفارقك شئونهم وتظل تسهر خصما علي اسرتك الكريمة لترعي مصالحهم، فان غادرت موقعك في خدمتهم فقد ظل قلبك متعلق بهم .

سيدي ثق ان الله لن يتخلى عنك وسيشملك بعنايته اذ ظللت لسنوات طوال تمشي في حاجات عباده دون كلل او ملل، ودون من او اذي، فليبارك لك الله في جهودك ويدخرها لك طريقا الي الجنة يوم الفزع الاكبر.

سيدي الوقوف علي اعتاب باب سيرتك عصي، والتقاضي عنها جرم كبير، فبين هذا وذاك اجد نفسي اتقزم وانا اخوض في غمار بحرك الذي يمتد عطاءا دون حدود، فاغترف غرفة علها تكون لي سكينة بعد ما اصابك من وعكة احسب انها ستمر باذن من الله.

سيدي ان غاية جهدي ان ادعو لك بالشفاء العاجل، وان يتقبل الله مسعاك في هذه الدنيا وان يجزل لك الثواب في الاخرة، فهو اهل ذلك والقادر عليه.

اترك رد