يوسف أحمد عبد الجبار يكتب : المصالحة الوطنية

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

يوسف أحمد عبد الجبار يكتب :

المصالحة الوطنية

قال تعالى: (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمران/ 134.

يخص الله بالعفو الأصفياء النجباء من خلقه، وأنه يقرب العبد عند الله ويجزل ثوابه لديه، والعفو من صفات الله تعالى وهو يعفو عن عباده مع قدرته على عقابهم، وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم على كظم الغيظ والعفو عن الناس وملك النفس عند الغضب وذلك من أعظم العبادة وجهاد النفس.

ما يشد الانتباه هو حجم العداء المفرط  والتوعد بالانتقام والثأر بين ابناء الوطن الواحد  ،اذ انه لا يبشر بالخير ولا تجعل فينا متفائل بقيام دولة ديمقراطية، التي لا تزال صورتها مهزوزة في أذهاننا،  بسبب فشل النخب السياسية في فرضها ابان تسلمها لمقاليد الحكم مما أصاب المواطنون بشيء من الريبة في امكانيه نجاح حكومات تتألف من الأحزاب. وما من دولة مرت بالتجربة التي يمر بها السودان حاليا إلا وطرحت مشروع مصالحة وطنية لكي تستطيع تحقيق طموحتها في الامن والنماء والاستقرار ولدينا نموذج لتجربة يحتذي بها وهي تجربة دولة رواندا حيث قال الرئيس الرواندي:  ” لم نأتِ لأجل الانتقام، فلدينا وطن لنبنيه، وبينما نمسح دموعنا بيد، سنبني باليد الأخرى “”.

انه درسآ مفيدا يتمثل في المصالحة المزهلة التي جرت بين القتلة و الناجين من خلال الاعترافات الفردية والمغفرة و الصفح.

لماذ لا يكون هناك مصالحة يستوعب كل القوى السياسية و يحدث من خلالها اصلاح للبلاد، ويكون التعامل على اساس المواطنة التي تتيح للجميع حق المشاركة. ان الشاكس لا يقود الي الاستقرار، وإنه ما من شخص مدرك لتعقيدات المرحلة يرفص أي صوت ينادي بالتصالح المفضي إلى استقرار في البلاد. ولا بد من ان تكون المصالحة واجبة التحقق حتى لا تتحول إلى لهزيمة لشعارات الثوة : حرية سلام و عدالة .

اترك رد