بدرالدين حسين علي يكتب : هذه مبادرتى..!!

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

بعد الغروب

بدرالدين حسين علي يكتب :

هذه مبادرتى..!!

منذ انقلاب أكتوبر من العام المنصرم طرحت مجموعة من المبادرات للوصول إلى حل للازمة السياسية السودانية، بعد ان فض الانقلاب شراكة العسكر وقوي الحرية والتغيير والتي كانت عبارة عن مرحلة شركاء متشاكسون، خصمت من تاريخ البلاد السياسى والاقتصادي والاجتماعى الكثير.

هذه المبادرات المطروحة كان من اول مؤشراتها علو كعب المبادرات الخارجية علي الداخلية، وظهر ذلك من خلال المبادرة الاممية ومبادرة الاتحاد الأفريقى ومبادرة الايغاد ومبادرة درلة الجنوب كمبادرات خارجية مقابل مبادرة اساتذة الجامعات ومبادرة حزب الامة القومي كمبادرات محلية، في ظاهرة عدم تكافؤ واضحة.

فهل يعني هذا ان الازمة السياسية في السودان يكمن حلها في استيراد حل من الخارج، ام ان هنالك ضعف واضح في المكون السياسي السودانى لدرجة العجز عن انتاج الحلول، ام ان ارادة انتاج الحلول معطلة عند قيادات الاحزاب والبلاد السياسية.

أن ما حملته المبادرات الخارجية في ظاهره هو عمل ( اجاويد) باعتبار ان المبادرات الاربعة ظلت تتحدث عن انها لا تحمل مبادرة جاهزة، انما تعمل علي تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين من اجل الوصول الي حل يرضي اصحاب المصلحة، اما ما تحمله المبادرات في باطنها فهي قطعا تبحث عن اقصر الطرق للوصول الي مصالح كل طرف من اطراف هذه المبادرات في السودان، وباقل الخسائر الممكنة.

اما المبادرات الداخلية فانها علي قلتها تحدثت عن استكمال موسسات المرحلة الانتقالية وتعديل الوثيقة الدستورية وفي افضل احوالها صياغة دستور علي الحد الأدنى من الاتفاق بين كل الاطراف.

وفي ظل كل هذا المبادرات تتحجر عقلية احزاب اليسار عند لاءات ثلاثة، لا تعترف باتقلاب اكتوبر ولا الشراكة معه ولا التفاوض معه، ولكن ما يريد اليسار هو ما لم يفصح عنه، الا انه معلوم بالضرورة، وهو تسليمه الحكم ليحكم دون شريك ولا رقيب، وهذا من الاحلام السياسية السمجة.

الواضح ان قوي الحرية والتغيير بما تبقي لها من احزاب ثلاثة والمكون العسكري يسيران في خطيين متوازيين يصعب ان يلتقيا.

وطالما ان العسكر يرددون انهم زاهدون في السلطة وساعون لتسليم السلطة عبر صندوق الانتخابات، وقوي الحرية والتغيير تراهن علي شعبيتها الجارفة في الشارع السوداني فان المبادرة للوصول الي مخرج سياسي ليس صعبا، ان كانت احاديث هذه المكونات حقيقية وليست للمتاجرة السياسية.

فالمخرج يكمن في الذهاب إلى صناديق الانتخاب الحر ليختار الشعب من يمثله، بعد ان سأم الشعب من انسداد الافق السياسى، وتعطل حركة الحياة، والعسر الاقتصادى، والمزايدات الكاذبة، والاهداف الرمادية، الانتخابات هي التي تحدد المدنى الذى يرغب الشعب في تنصيبه حاكما، وفيها تظهر الاحجام الحقيقية لا الحناجر الكبيرة.

اترك رد