يوسف أحمد عبد الجبار يكتب : أهمية المؤتمر الدستوري

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

يوسف أحمد عبد الجبار يكتب :

أهمية المؤتمر الدستوري

مع تبدل الحكومات والأنظمة الهشة، التي دمرت السودان و مذقت الروابط و دمرت الاقتصاد و خلقت عدة مشاكل من بينها مشكلة الدستور  ،ظل يتبدل في ظل تباعد فرص الحوار بين الفرقاء  لإنهاء هذه الازمة ؛  ونصت الوثيقة الدستورية على إنشاء مفوضية للدستور والإعداد للمؤتمر الدستوري بنهاية الفترة الانتقالية، بحيث يشهد مشاركة كافة السودانيين بمن فيهم النازحون واللاجئون، والعمل بدستور السودان الانتقالي لعام 2005، لكنها استثنت منه بعض القوانين خلال الفترة الانتقالية.

وأشارت الوثيقة الدستورية في المادة 8 إلى مهام الفترة الانتقالية والتي من بينها عقد مؤتمر دستوري يناقش قضايا الهوية وعلاقة الدين بالدولة ونظام الحكم، ويكون دستورا دائماً.

تكمن أهمية عقد مؤتمر دستوري لان السودان بلد متعدد الثقافات والاعراق ويجب أن ترتبط بقضايا السلام، وتناقش مشاكل بالغة التعقيد مثل فصل الدين عن الدولة، وهي قضية جوهرية لبعض الحركات المسلحة، كما يجب أن تناقش أجندة اجتماعية وتلبي متطلبات العدالة الاجتماعية في إطار ديمقراطي واضح. يجب ان يتفق الجميع على صياغته وفق رؤية توافقية، لكيي يترجم اتفاق جوبا للسلام على ارض الواقع، ويضم كل من حركتي تحرير السودان بقيادة عبد الواحد، والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، السلام الدائم لا يمكن أن يتم إلا عبر مؤتمر دستوري باعتبار أن هذه هي القضية الاساسية التي يجب أن يقوم عليها السودان الجديد.

وتناقش عقيد الجيش والية استيعاب الحركات المسلحة ودمجها في المؤسسات العسكرية والمساواة والعدالة بين الأقاليم وتوزيع الثروة والسلطة.

ان الدساتير السابقة وضعتها النخب السياسية مع العسكر ولم يضعها الشعب نفسه لذلك لم تستمر لفترة طويلة لأنها لم يشارك فيها كل مكونات المجتمع، وهذا ليس جديداً؛ في تاريخ السودان القديم والحديث صيغت سبعة دساتير بهذا النهج.

كما جيب وضع آلية لمنع الانحراف الدستوري بواسطة ضمان عدم تكرار أخطاء الماضي ومعالجة المشاكل الأساسية، طريقة الحكم ومعادلة توزيع الثروة والسلطة ويكون الدستور أعلى قانون ويجب ان يعبر عن ارادة الشعب. إن عملية صياغته تواجه تحديات ومخاطر مختلفة، يمكننا التغلب عليها من خلال تضافر الجهود، والعمل يد بيد لإنجاح مشروع دستور دائم بالبلاد.

اترك رد