خالد الإعيسر يكتب : سودانيون وكفى!!.

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

خالد الإعيسر يكتب :
سودانيون وكفى!!.

تعقيباً على تظاهرة اليوم في الخرطوم المناهضة لمبادرة الأمم المتحدة لحل الأزمة السياسية في البلاد.. وتنزيلاً لنتائجها على واقع مطلوبات الانتقال المدني الديمقرطي في السودان، بعد ثورة ديسمبر، وفِي ظل التعقيدات الماثلة حالياً.


أقول بداية يجب علينا أن نجيب على الأسئلة الأهم:
هل نحن جميعاً نسعى لتأسيس قواعد للانتقال المدني الديمقراطي في السودان بالفهم المتعارف عليه عالمياً، وبناء دولة سودانية حديثة تحترم شعبها الذي خصه الله تعالى بتَمازُج نوعي نادر، وميَّزه بتعدد ثقافي فريد؟.
وهل نسعى حقاً لتأسيس إرادة وطنية صادقة وشعب متصالح فيما بينه كما هو حال الدول التي سبقتنا في ترسيخ القيم المدنية والديمقراطية التي تحفظ للآخر -أياً كان- الحق في التعبير والمشاركة الإيجابية في بناء ونهضة الوطن؟.
أم أننا نريدها دولة إقصاء وقمع وشمولية وقتل وفوضى وتكسير لتصبح مرتعاً للأجندات والاستقطاب وساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الدولية؟
كل يجيب على هذا الأسئلة البسيطة بضميره الوطني وبدوافع الإنتماء “الصادق” للتراب السوداني.
صدقوني جميعكم ستجيبون “في سركم” بإجابة واحدة، والغاية الأنبل هي أننا جميعاً نتوافق حول هدف واحد ولكن الأغلبية تجيب بعكسه “في الجهر”.
ولمن رهنوا إرادتهم للخارج أقول: أليس الأولى بكم أن تتعاونوا مع بني جلدتكم في حوار وطني موضوعي بدلاً من المزايدة والرهان على العمالة للخارج والحلول التي يضعها الأجنبي لخدمة أجنداته قبل أجنداتكم وهمومكم.


لا تقولوا لي مواكب اليوم خاصة بفئة محددة في اليمين أو اليسار أو مصنوعة (بالموز أو اللوز).. رددنا كثيراً وظللنا نجاهر على الدوام بشفافية وصدق ونكران بأن هناك أغلبية صامتة -تعدادها يفوق عشرات الملايين من السودانيين- يدركون مخاطر الانزلاق في معادلة الاستقطاب والاستقطاب المضاد والنتائج الكارثية المتوقعة للمواجهة بين مكونات الشعب السوداني بخلفياته العرقية والجهوية والفكرية والأيديولوجية، وعلى أساس التراكم الطويل من المرارات والأحقاد والمظالم والانتشار الكبير للسلاح.
السودانيون جميعاً لهم جنسية واحدة “ليس فيها تمييز بخمسة نجوم لهذه الفئة وثلاثة نجوم لتلك الفئة”، كما أنهم جميعاً لهم الحق الكامل في أن يعبروا عن إرادتهم -بطريقة سلمية- طالما أنهم يحملون أرقام وطنية لا تخص فئة بامتيازات خصماً على فئات أخرى من زاوية اللون والعرق والمنطقة، والدستور السوداني نفسه كفل للجميع ذات الحقوق والواجبات.
أجلسوا وتحاوروا فيما بينكم -بصدق- لإنقاذ وطنكم ورفع المعاناة عن كاهل شعبكم.
وبلاش “كلام عيال صغار”، وتخوين، وتجريم، ومزايدات، ومليونيات “مصنوعة من هنا أو هناك” لأنها أنهكت البلاد وأتعبت العباد.
وتذكروا دائماً أن السودان يسعكم جميعاً!!.
خالد الإعيسر
سوداني مثلكم.. ومهموم بحالكم “ليس أكثر ولا أقل “!.

اترك رد