إبراهيم عثمان يكتب : بيدها لا بيد عمرو !

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

بيدها لا بيد عمرو !

▪️ لولا أن أحزاب الفكة اليسارية كانت تقود البلاد إلى الهاوية بسرعة الصاروخ .
▪️ ولولا أن رعبها من الانتخابات هو الذي تسبب في أن تكون هذه أغرب فترة انتقالية، بمدتها، وبطبيعة تشكيل مؤسساتها، وطبيعة سياساتها، وبما شهدته من تمكين، ومن تدخلات خارجية تريد أن تستقوي بها .
▪️ولولا نيتها المعلنة للمماطلة في إجراء الانتخابات، تماماً كممطالتها في تشكيل البرلمان المعين رغم ضمانها للأغلبية فيه .
▪️ ولولا أن الانحدار السريع ربما يصل إلى مرحلة عدم القدرة على إجراء الانتخابات حتى لو توفرت النية.

لولا هذه الأسباب الرئيسية فإن أنسب تصرف لقطع حجة هذه الأحزاب الصغيرة تماماً فيما يخص تشكيكها في الانتخابات، أو مقاطعتها لها ومواصلة الخطابات “الثورية” حتى بعد الانتخابات كان هو :
إجراء الانتخابات بواسطة حكومتها، لا بواسطة حكومة مستقلين، وبالكيفية التي تناسبها، لكن التي لا تفرغ العملية الانتخابية من مضمونها، ولا تجعل نتائجها محسومة مسبقاً لصالح أي طرف، مع قانون انتخابات متفق عليه، وعدم انفرادها بتشكيل مفوضية ولجان الانتخابات، وبمراقبة مشددة.

كل المؤشرات تقول إنها ستخر في كل الحالات، لكن في هذه الحالة ستكون حجتها داحضة تماماً وبالدليل القاطع، وسيكون تشدقها بالخطابات “الثورية” بعد الانتخابات محل إدانة الجميع عدا عضويتها وربما بعض رعاتها .

نعم كانت ستحاول هندسة الانتخابات لصالحها، لكن هذا لن يجدي نفعاً، فالمسافة بين أحجامها وما يكفي للفوز كبيرة بحيث لا تعالجها أي هندسة. نعم قد تفكر في عرقلة وتخريب الانتخابات إن شعرت بأنها لا تسير في صالحها، لكن هذا سيكون مفضوحاً . نعم قد تفكر في استخدام أجهزة الدولة لتعديل أو إبطال النتائج كلياً أو جزئياً، لكن في الغالب ستبوء المحاولة بالفشل بسبب المراقبة . نعم لن تسمح بانتقال السلطة بسلاسة لكن يمكن إجبارها على ذلك .. ولعل هذا هو ما جعل كل الأحزاب، عداها، تطالب، أثناء حكم قحت، بإجراء الانتخابات بعد فترة معقولة، ولم تنشغل بالتشكيك، على عكس الأحزاب الحاكمة وقتها !!

لكن بسبب الأسباب الرئيسية المذكورة أضاعت قحت على نفسها الانفراد بالسلطة الانتقالية، والتأثير على الانتخابات بدرجةٍ ما، وأضاعت على السودانيين فرصة إقامة الحجة بالشكل الذي لن يجدي معه عويلها، لكن ستظل الحقيقة أن فرصة إجراء انتخابات حرة نزيهة ذات مصداقية ستكون أكبر بواسطة حكومة المستقلين أكثر من حكومة أحزاب لديها عقدة مع الصناديق، وتشكل هندسة الانتخابات حاجة وجودية لها .

إبراهيم عثمان

اترك رد