بدر الدين حسين علي يكتب : انهم يصرخون

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

بعد الغروب
بدر الدين حسين علي يكتب :
انهم يصرخون

حينما كان كل من فكى منقة ووجدي صامولة يطلان عبر الموتمر الصحفى التخديرى للجنة ازالة التمكين، كان وجدى صامولة يتعمد ان يكون الاخير في تلاوة القرارات ( الفطير) فكان يجهد نفسه في ان يتقمص شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي، وهو يتلذذ بما اصدر من قرارات لا يسندها قانون ولا اخلاق ولا وازع من دين.

حينها كانت لجنة التمكين هي الخصم والحكم والجلاد، لذا فانها كانت تسبق الحكم، ووجدي صاموله يردد عبارته السمجة (سيصرخون) ولكن حينما دارت الدوائر اصبح وجدي وزمرته يصرخون.

كيف لا وفكي منقة بعد ان نزع عنه الحكم والسلطان يريد ان يوضح لنا كشعب، ان عملية اغلاق الشرق كانت بمباركة من البرهان، حيث رفض لوزير الداخلية السابق عز الدين طلبا بالسماح له بنشر قوات لمنع الاغلاق.

وما الذي منعك فكي منقة حينها من الاعتراض علي توجه البرهان ام ان هبوب السلطة وبريقها الاخاذ منعاك عن ذلك، واليوم بعد ان وجدت نفسك في (الصقيعة) عايز (تضرى) عيشك، واين كان وزير داخليتكم والتروس تخنق كل طرق العاصمة الخرطوم وتدمر البنية التحتية، هل كان هذا ايضا بمباركة البرهان ام مباركة حاضنتكم السياسية.

ومن بديع تصريحات فكى منقة هذه الايام، انه لا يوجد منصب نائب رئيس مجلس سيادة ونائب الرئيس حددته لائحة داخلية، لا يمكن ان يستخدم اعلاميا ولا خارج المجلس، ولماذا تم اختياره ايها العبقري، وما هي الحاجة الماسة لتسميته، وهو لا صلاحيات له، ثم من من ينوب عن رئيس المجلس حال غيابه، وهل هذا في مجلس سيادتكم المحلول ام الجديد، الم اقل لكم انهم هم من يصرخون.

اما وجدي صامولة الذى تحاصره اموال لجنة التمكين وعرباته ومنقولاته، اين ذهبت، ولمن سلمت، واسئلة كثيرة تحتاج منه لاجابات مادية وليست عبارات تخديرية كالتى كان يتمشدق بها في موتمرات لجنة ازالة التمكين، يطل علينا هذه الأيام بتصريحات تصور حالته التي وصل اليها بعد ان دق البرهان بثورته التصحيحية اسفينا بينه وبين السلطة.

فمن اغرب تصريحاته ما صرح به بعد اعادة المحكمة لمفصولين من وزارة العدل لعملهم، حيث قال ان هذا يعتبر اعادة لرموز النظام البائد للسلطة، وان الاتجاه العام يسير بشكل غير قانوني لاستعادة نفس الحاضنة للحزب المخلوع لتكون حاضنة للانقلابين.

كيف يسير الاتجاه العام بشكل غير قانوني، وقد اعادت المحكمه هولاء الي وظائفهم، في حين ان فصلكم لهم لم يقم علي سند قانوني وانما سياسي، كم ذكر فكي منقة بان عمل اللجنة سياسي في المقام الاول ويجب ان لا تخجلوا من ذلك، علي حد قوله في مخاطبتكم للجان محليات ولاية الخرطوم.

من حقكم ان لا تخجلوا ولكن ليس من حقكم مجرد التعليق علي حكم قانوني صدر لصالح هولاء، وانتم تفصلونهم بقانون (قرقوش)، ثم تبكون وتصرخون حينما يستردون حقوقهم بالقانون.

وقد قالها الاديب الطيب صالح ومضي :الاوطان هي التي تبقى، وان الهدف يجب أن يكون بقاء الوطن وليس بقاء اي حكم او نظام.

ووجدي صامولة وفكى منقة وخالد سلك، وابراهيم الشيخ وعبدالله سليمان وغيرهم من عصبة الحكومة السابقة، كان صعبا عليهم مغادرة السلطة ويحلمون بالعودة فردتهم محالة بعد ان سمع القاصي والداني صراخهم.

اترك رد