روضة الحاج تكتب : إلى الإذاعة في يومها العالمي

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

روضة الحاج تكتب :

إلى الإذاعة في يومها العالمي

انضممت إليها وأنا طالبة بالجامعة
حينما اختارتني رابطة طلاب كسلا بجامعة القاهرة فرع الخرطوم لتقديم حفل تخرج طلاب الجامعة وذلك في مسرح جامعة الشرق وقتها.

قدر جميل ساق أستاذي الإذاعي المبدع عثمان شلكاوي والذي كان يعمل وقتها مديراً لبرامج إذاعة كسلا؛ ليكون حضواً ذلك المساء الكسلاوي المعبق برائحة سواقي المدينة وقهوتها ودعاش قاشها وطلحها ونالها.

قدمت الحفل كما كنت أفعل في ردهات الجامعة وأنا أقدم برنامج نار المجاذيب وسوق عكاظ وغيره رفقة زملاء وزميلات أعزاء، وما أن انتهيت من آخر فقرة؛ حتى هرع الأستاذ شلكاوي إلى حيث أجلس خلف المسرح ليقول لي بعفويته الجميلة تلك: (أنتِ مذيعة رائعة ويجب أن تعملي معنا في الإذاعة
أنتظر حضورك)!

ومن هذه العبارة بدأت رحلتي مع مايكرفون الإذاعة!
رحلة العشق والإيمان
عشقِ الإذاعة كوسيلة اتصال والإيمان بدورها في التنمية والتعلم والوعي والاستنارة والتغيير.

منحت الإذاعة أنضر سنوات العمر ومنحتني أجمل تجربة في حياتي!
أعطيتها أقصى ما أستطيع فلم تبخل علي
وكان من كرمها علي حصولي فور تخرجي على وظيفة بها بتوصية ملحة من مدير الإذاعات الولائية وقتها البروفيسور صلاح الدين الفاضل مخرج الروائع وأستاذي لاحقاً في ماجستير الإعلام بجامعة الخرطوم والذي كان حضوراً على رأس وفد لمؤتمر الإذاعات الولائية حيث قرأت في إحدى ليالي المؤتمر قصيدة لك إذ جاء المطر لأول مرة!

توليت إدارة البرامج بإذاعة كسلا في عشرينياتي الباكرة فصقلتني التجربة ووضعتني في تحد أمام ذاتي نجحت فيه بمساعدة الزملاء والزميلات وقتها.

توليت منصب مدير الإذاعة بالإنابة لعدد من المرات في تلك السن الباكرة فكانت تلك خير تجربة في مجال الإدارة.

أعددت وقدمت العديد من البرامج والسهرات بكثير من الحب لهذه الوسيلة الرائعة
الإذاعة!
وسرعان ما غادرت كسلا وإذاعتها إلى الخرطوم تحقيقاً لرغبة أمي في ضرورة حصولي على درجتي الماجستير والدكتوراة.
وكان هذا آخر عهدي بتلك الأنحاء الطيبة.
احتوتني إذاعة أم درمان
بجلالها وجمالها وعنفوانها
بقصصها وحكاياتها
بأساطيرها التي كنت أسمع أصواتها منذ يفاعتي وكنت محظوظة باللحاق ببعضهم
والتعلم منهم.
تبقى الإذاعة السودانية أسرتي الثانية بكل ما فيها ومن فيها استمتعت بكل البرامج التي قدمتها والتي أعددتها طيلة مسيرتي العملية بها قبل أن أغادرها للبرلمان.
منحتني جائزة إذاعي العام 2004
فمنحتها أول ميدالية ذهبية من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون ذات العام بجائزة أفضل محاور!
صحيح أن الحياة قد أخذتني في اتجاهات أخرى؛ فجربت العمل التلفزيوني، وأسست مجلة السمراء وترأست تحريرها، وجربت العمل البرلماني والدستوري لكن جزءاً من القلب والروح ما يزال عالقاً هناك بين أستديوهات الإذاعة، يردد كل صباح ومساء:
هنا أم درمان إذاعة جمهورية السودان!
لم أعد ما سأكتبه هنا
هي تداعيات فقط
ولذلك سقط الكثير مما يمكن أن أوثق له لاحقاً بشيء من التفصيل ربما
فقط
لم أرد أن يمر اليوم دون أن أتذكر الإذاعة، وأن أحي كل الزملاء والزميلات الذين سعدت برفقتهم لعدد من السنوات في الإذاعة السودانية وفي إذاعة كسلا
كل عام وأنتم بخير
كل عام والإذاعة جديرة بالحياة
وجديرة بالثقة.

روضة الحاج

اترك رد