بكري المدني يكتب : كل فتاة بأبيها مؤمنة !

السودان

رصد : الرآية نيوز

الطريق الثالث

بكري المدني يكتب :

كل فتاة بأبيها مؤمنة !

عندما سقط النظام السابق بثورة شعبية في ديسمبر العام 2019 وتم الزج بقياداته في السجون كان من الطبيعي ان يتقدم ذويهم للوقوف الى جانبهم في النيابات والمحاكم ولكن الملاحظة اللافتة ان بنات أؤلئك القيادات كن الأبرز في تلك المواقف فعرفت الحراسات والسجون والنيابات والمحاكم بل المؤتمرات الصحفية والمواقع الإلكترونية أسماء غادة عثمان كبر /وفاء غندور /سوزان مأمون حميدة /ميادة الحاج عطا المنان/سلمي عبدالباسط حمزة/سلمي عبدالرحيم محمد حسين/نهال نافع على نافع/علياء احمد هارون/مني علي عثمان

عرفت المنابر هؤلاء البنات وألفت مواقفهن المشهودة في التضامن مع آبائهن حد الجسارة والشجاعة وفي وقت كان كثر يخشون إظهار أي علاقة بهم وفى ظاهرة تدعو للتأمل في العلاقات الإنسانية ومعاينتها وتقييمها على نحو جديد فيما يلي علاقة الأب بإبنته

انا هنا لا أقول أن أبناء قيادات النظام السابق ولا إخوانهم في الدم أو التنظيم ولا حتى أصدقائهم ومعارفهم وجيرانهم لا يقفون معهم بالشكل المطلوب لا من باب اللوم ولا اللؤم ولكنى حقيقة أشير الى ملاحظة حقيقية وظاهرة غلبت حالات التضامن المعتادة بين الأهل لصالح البنات في هذى القضايا !

بالأمس أشعلت السيدة غادة كبر إبنة نائب رئيس الجمهورية في النظام السابق الدكتور عثمان محمد يوسف كبر أشعلت المواقع الإلكترونية برسالة للنائب العام حول قضية والدها المقبوض عليه منذ ثلاثة سنوات بتهمة تتعلق بنثريات مكتبه بالقصر الجمهوري والتى ما ان نال فيها البراءة حتى أدرجت السلطات في مواجهته بلاغا آخرا يتعلق بمنطقة في ولاية شمال دارفور التى كان يتولى الحكم فيها

مع حفظ كل الحقوق لكل من وقف مع السيد عثمان كبر وفي كل قضاياه التى سقط بعضها عند التحقيق أو التى حكم عليه فيها بالبراءة أو القضية الحالية والتى تم تعطيل إطلاق سراحه بموجبها مع حفظ حق الجميع إلا أن الفضل الأكبر والجهد الأكبر في تقديري يعود لإبنته غادة والتى تنشط في المواقع وعلى الأرض وتحدث الجميع بإيمان عميق عن قضايا والدها وتجبرهم على الأقل للاستماع ان لم تستطع حملهم على الاقتناع!

ان الذي تقوم به غادة كبر ينطبق على أخواتها من بنات قيادات النظام السابق واللائي ما ان التقى إحداهن في محكمة أو نيابة أو مؤتمر صحفي لقضية والد خلف القضبان لم يعد يملك في الحاضر إلا الإسم والذكر وقد انفضت من حوله حشود كانت تصاحبه في حله وترحاله وما أن التقى واحدة من بنات قيادات النظام السابق الا وأعود آخر اليوم اتفرس من بين أبنائي وجه ابنتي !

لست قياديا ولا سابقا ولكنها ابنتى على كل حال وان تبدلت الأحوال وكل فتاة بأبيها مؤمنة !

اترك رد