د.أمين حسن عمر يكتب : الكيزان…… من نحن ؟؟

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

د.أمين حسن عمر يكتب :

الكيزان…… من نحن ؟؟

يسمع السامعون من الشباب اليافع حديثا وكلاما كثيرا عن الكيزان غالبه ثلب وسب من خصمائهم .ونصيحتي لمن يسمع ولا يعلم أن ينظر في دائرة معارفه من الأهل والجيران ليتعرف على الكيزان وكذلك ليتعرف على من يسبهم ويكرههم من خصومهم ثم يجري مقارنة يسيرة بين خلق وخلق وسمت وسمت وأدب وأدب فإذا جاءت النتيجة بعد تأمل وتجرد لغير صالح الكيزان الذين يعرف فلينضم عاجلا إلى جوقة الشاتمين الشامتين . لكننا لن نتركهم لذلك وحده بل سوف نخبرهم ونعرفهم عن أنفسنا بالكلام المنثور وبالشعر المنظوم ونجيب على سؤالاتهم سواء سألوا أم صمتوا .
ولعل أول السؤالات من أنتم و ما هي الحركة الإسلامية؟ فسؤال الماهيه هو عادة أول الاسئلة وأهمها على الإطلاق . وقد سألنا أنفسنا هذا السؤال في ندوة تشاركت فيها مع الأخ والصديق البروفيسور حسن مكي ، وكان ذلك في العام 1976م في معتقل ربك . وكنا آنذاك سجناء عقيب أنقلاب الشهيد حسن حسين في 5 سبتمبر1975م . وأستمر حبسنا حتى 17 يوليو 1977م فخرجنا بعيد المصالحة الشهيرة بين معارضة الجبهة الوطنية وحكومة مايو. كان أمراً غريباً على معظم الأخوان في ذلك الوقت أن يطرح السؤال عن ماهية الحركة الإسلامية؟ فالأجابة في حسبانهم هى في حكم البداهة . ولكن النقاش أستحر وتشعب عند إقتراح الاجابات. ما ذهبت إليه في تلك الندوة وما لا زلت أؤمن به هو أن الحركة الإسلامية جماعة منظمة تسعى لإحداث تغيير إجتماعي وسياسي بناء على رؤى يتشاركها أعضاؤها . فهي جماعة من جماعات المسلمين . وليست هي الجماعة المسلمة ولا جماعة سواها . وليست هي الفرقة الناجية بل هي بأذن الله جزء من تلك الفرقة الناجية. فالفرقة المشار إليها ليست هي جماعة بعينها كما يظن أو يدعى بعض الناس ، وأنما هي غالب جماعة المسلمين المتمسكين بالكتاب والسنة . فهي جماعة لا تُعرف بتنظيمها الخاص أو صفها المتميز وإنما تُعرف بصفة الإلتزام بالكتاب والسنة. وصفة الإلتزام بالكتاب والسنة صفة يشاركها فيها غالب المسلمين المنتظمين منهم في جماعات وغير المنتظمين. وقل أن تجد مسلماً لا يكون منتظماً في جماعة ما سواء كانت طريقة صوفية أو جمعية دينية أو جماعة سلفية أو تنظيم حركي . وغالب هؤلاء يصدق فى وصفهم أنهم يتحرون أن يكونوا على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الأخيار والسلف الصالح من بعدهم.
فالحركة الإسلامية إذاً ليست إلا جماعة منتظمة متحركة لتحقيق مقاصد يتفق عليها أعضاؤها، فهي بهذا المعنى Social movement والحركة الإجتماعية هي الحركة التي تسعى لتحقيق تغيير إجتماعي جزئي أو كلي يوائم أهدافها ومقاصدها. وهذا التعريف لا ينطبق على الحركة الإسلامية موضوع المقال وحدها بل يشمل جماعات عديدة في المجتمع السوداني والعالم الإسلامي بأسره. وبعض هذه الجماعات تركز على أحداث تغيير جزئي في المفاهيم والسلوك . مثل بعض الجماعات السلفية التي تركز على تصحيح العقيدة وسلوك الأفراد في الحياة العامة . ومثل الجماعات الصوفية التي تركز على تربية الايمان وترقية السلوك الفردي

مقتبس من كتاب الحركة الاسلامية السودانية.. سؤالات وإجابات
د.أمين حسن عمر

اترك رد