د.أمين حسن عمر يكتب : الكيزان …من نحن 2 

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

د.أمين حسن عمر يكتب :

الكيزان …من نحن 2 

أهم هذه السمات التي تضع علامة مائزة للحركة الاسلامية هي نظرتُها الكلية للاصلاح . فهي ترى أن الاصلاح الذي يرمى لاستعادة روح الاسلام وتحقيق مقاصده في الحياة لن يتحقق إلا بتجديد فهمنا للانسان والكون والحياة . أى استعادة رؤية الاسلام الصحيحة لمعنى الحياة ومغزاها وغايتها.

فهي حركة تدعو لرؤية توحيدية يدرك بها المؤمن معنى وجوده وغاية مسعاه . وتدرك بها الأمة رسالتها الكونية وشهادتها على سائر الأمم. والسمة الثانية بعد شمولية الرؤية هي شمولية الوسائل . فالاصلاح لا يكون فاعلاً ولا ناجعاً ما لم تُوظف له وسائل التأثير في جميع مناحي الحياة الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، وما لم يتناصر على انجاحه العقل والوجدان والسلطان.

والسمة الثالثة للحركة الاسلامية هي وسطيتها . فهي تتجنب الغلو والتشدد . وتتوخى الرفق والتيسير في الدعوة وفي وضع التكاليف على العباد. فلئن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما جاء رحمة للعالمين فإن واجب الدعاة لله ان يكونوا ورثة للأنبياء في العلم والدعوة بالقدوة والأسوة التي تتحرى مصلحة الأمة ومنفعتها وتسعى لرفع العنت والاصر والمشقة عن الناس جميعاً.

وهي حركة تبحث عن المشتركات مع سائر الجماعات الأخرى قبل أن تنقب عن الأمور المشتبهة أو المختلف عليها . وهي لا تفسق أحداً ولا تكفره لمجرد المخالفة فيما هو ليس معلوماً من الدين بالضرورة . والحركة الإسلامية ترى أن ارسال الرسل أنما جاء لمنفعة العباد ولتحقيق السعادة والحياة الطيبة لهم في المعاش والمعاد. ولذلك فإنها ترى أن السعي في حاجات الناس عبادة تتفوق على الصيام والقيام والاعتكاف في المساجد تقرباً وتزلفاً لرب رحيم.

والسمة الرابعة للحركة الإسلامية أنها تقوم على المساواة بين أفرادها جميعاً تتساوى اقدارهم ويسعى بذمتهم أدناهم وأمرهم شورى بينهم لا يستبد به زعيم ولا طائفة مستعلية ولا ثلة مميزة ولا نخبة مصطفاة. والسمة الخامسة أنها جماعة مفتوحة الصف لمن أراد ان يلتزم بما التزم به أفرادها. فإذا إنضم وانتظم فله ما للسابقين من حقوق وعليه ما عليهم من واجبات . لا فضل لقدامى على قادمين ولا ميزة لفئة سابقة على فئة لاحقة.

وأما شروط المقبولية للجماعة فهي الاستقامة على ما يُطلب من المسلم ان يستقيم عليه من إحياء للشعائر وتجنب للمحظورات . وإلتزام بالمامورات وتخلقُ بالخلق الحسن ومسارعة إلى الخير في كل حال. ليس مطلوباً من العضو أن يحفظ جزءاً من المصحف ولا قدراً مقدراً من الحديث ولا ان يبلغ رتبة في العلم بالفقه وأصوله والعقيدة وفروعها ، ولكن مقام المقتصد يكفيه وان كان لا يغنيه . فالعاقل من جد في مفارقة مقام الاقتصاد إلى مقام الاجتهاد . ومفارقة مقام الاجتهاد الى مقام السابقين المقربين فاولئك هم أهل الفلاح.

د.أمين حسن عمر
كتاب الحركة الاسلامية .. سؤالات وإجابات

اترك رد