زيلينسكي…. كرازي أوكرانيا (1_2)

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

الأزمة في أوكرانيا

زيلينسكي…. كرازي أوكرانيا 1_2

قال:

لا أراك متعاطفا مع مأساة الشعب الأوكراني ؟لماذا؟

قلت:

بل أنا متعاطف وحزين لما يصيب الأبرياء هنالك من ظلم الحرب وويلاتها. لكن فرق بين التعاطف مع شعب مستضعف مظلوم أتخذت أرضه ميدان حرب بسبب تواطوء بعض أبنائه فصارت ساحة لإحتراب يحتر ويبترد بين المعسكرين الشرقي والغربي فرق بين هذا وبين التعاطف مع نظام عميل في كييف صنعته المخابرات الغربية بالدسائس والانتفاضات المصنوعة والزعماء المصنوعين صنعا على عين أمريكا.

قال:

كيف ؟زدني توضيحا وشرحا؟

قلت :

يتحدث كثير من الناس عن ربيع شرق أوربا والربيع العربي من بعده ولم يدروا أن ربيع شرق أوروبا صنيعة أمريكية أطلسية في بيئة الصراع البارد بين الشرق والغرب وهو صراع لم يعد صراعا أيديولوجيا بمعنى الكلمة بل هو صراع جيوسياسي بين تكتل سياسي وعسكري وإقتصادي والتكتل الأوروبي الأطلسي
قال هل كانت الثورات الملونة في شرق أوروبا مصنوعة؟

قلت:

. نعم كانت مصنوعة صناعة دقيقة وماهرة ومرتب لها وفق سيناريوهات متعددة لكنها كانت جميعا تهدف إلى إبتلاع شرق أوروبا وإحالة إتفاقية منيسك التي نظمت علاقات دول شرق أوربا التي كانت جمهوريات سابقة في الإتحاد السوفياتي. وكانت الخطة أولا هي إبتلاع روسيا نفسها وقد وضعت روسيا على المائدة وأحضرت الشوكة والسكين لكن تملل الأجهزة النظامية وإنقلابها آنذاك وغضبها أدى إلى انتقال السلطة لرئيس ينتمي للأجهزة النظامية هو فلاديمير بوتين وقد أدت سياسات الرئيس القادم من الموسية الأمنية الإستراتيجية إلى أبطال خطة إبتلاع روسيا فعدلت الخطة إلى إبتلاع بقية الجمهوريات والدول المتحالفة معها لاسيما الأوروبية منها بضمها للإتحاد الأوروبي وحلف الناتو وتحويلها إلى حلق حديدية على عنق روسيا لخنقها وشنقها أن أمكن.
وقد إحتملت روسيا ذهاب جمهوريات البلطيق و بعض أعضاء حلف وارسو بدءا من بولندا و بلغاريا وتشيكوسلوفاكيا ثم رومانيا لأوروبا ثم إنضمامها للأطلسي لكن ما لم يفهمه الناتو أن أوكرانيا مثلها مثل روسيا كبيرة لا يتسع فم البالع فيها لما يبتلع..

قال:

إذا هي حرب الأفيال الكبار

قلت :

نعم ولا يضيع تحت أرجلهم إلا الصغار

قال :

وما كان شأن أوكرانيا
قلت :. أوكرانيا وبعدها بيلا روسيا كانت لؤلؤتا العقد السوفياتي وما يجب أن يفهمه مخططو الإستراتيجية في الغرب أن التعجل في دفع التحول الذي يسمونه ديموقراطيا وتجييره لصالح أيديولوجيا النيوليبرالية والتبعية الإقتصادية للغرب لن يؤدي إلا إلى مواجهة يمكن لها أن تحتر حتى تصبح حربا لها لهيب تأكل الأخضر واليابس ليس في أوكرانيا ولا بيلاروسيا فحسب بل في أوربا المركزية ذاتها وقد لا تنجو أجساد وأصابع دول أوربا الكبري منها.
قلت :
هل الأمر خطير إلى هذا الحد؟
قلت:. نعم تشرع في وجه خصم قوى سلاحا يهدد وجهه فمن العقل أن تتوقع العواقب.
قال:
حدثني عن حيثيات الحالة الأوكرانية

قلت:
. ربما يتصل الحديث غدا فلا أحب الإطالة فإنها صنو الملل سواء بسواء

د. أمين حسن عمر

اترك رد