هيثم محمود يكتب : أبعدوا حميدتي عن ملف العلاقات الخارجية

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

هيثم محمود يكتب :
أبعدوا حميدتي عن ملف العلاقات الخارجية

من المفارقات الغريبة جدا أن السودان دائماً يستعجل في اتخاذ القرارات الصعبة في المواقف المصيرية خصوصا فيما يتعلق بالمواقف والعلاقات الدولية.

في بداية عهد الانقاذ حينما اجتاح الرئيس صدام حسين الكويت في الغزو العراقي الشهير استنكرت جميع الدول العربية ذلك ورفض العالم الخطوة إلا أن الحكومة السودانية ناصرت صدام حسين وخرجت المسيرات المؤيدة (أضرب أضرب ياصدام) فكانت نتيجة ذلك عزلة عربية كبيرة وحصار وصل لدرجة دعم السعودية لجون قرنق بالسلاح!!

حينما احتلت روسيا جزيرة القرم وجعلتها منطقة روسية صمت العالم أجمع إلا أن حكومتنا المبجلة التي لا تربطها حدود مشتركة ولا مصالح واضحة مع روسيا أعلنت دعمها لموسكو في احتلالها لشبه جزيرة القرم!!

الآن التاريخ يعيد نفسه فأول ما أعلنت روسيا الحرب على أوكرانيا ووصلت دبابات بوتين إلى تخوم كييف حتى حزم نائب رئيس مجلس السيادة حميدتي امتعته وتوجه صوب موسكو وأعلن دعم روسيا ومسانتدتها في حقها في حماية شعبها!!

*في الوقت الذي صمت فيه حلفاء روسيا الأقوياء كالصين والهند وإيران تحرك السودان الذي خرج للتو من حصار إقتصادي وعسكري وعزلة دولية ودفع ثمن ذلك الشروع في بداية التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني!!

في الوقت الذي تدير فيه٦ بعض السفارات حكومة السودان وتدفع بعضها رواتب ومخصصات رئيس الوزراء ويوجد بالبلاد حاكم اممي يتدخل حتى في جدول التظاهرات يقفز السودان من أحضان الغرب ليقع في أحضان بوتين الذي هو الآخر تنتظره عقوبات غربية وأمريكية كبيرة.

الخطوة الرعناء لحميدتي والزيارة الخطأ في الوقت الخطأ الذي لبست فيه موسكو لامة الحرب ولا صوت عندها يعلو فوق صوت المعركة ربما اعادتنا لمربع العقوبات الذي لم نفق من صدمته بعد.

على العقلاء أبعاد حميدتي من ملف العلاقات الدولية فالرجل أصبح يتحرك بلا هدى ولا كتاب منير واصبحت مصالحة الاقتصادية والتجارية الخاصة تعلو على مصالح الوطن.

اترك رد