إبراهيم عثمان يكتب : لا غرابة يا أستاذ عنقرة

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

لا غرابة يا أستاذ عنقرة

جاء في خاتمة مقال كتبه الأستاذ جمال عنقرة، وبدا فيه مدافعاً عن المهندس صلاح قوش، ومفترضاً أنه يستحق الشكر من الجميع : ( فرغم أنه قد حقق للمعارضين ما عجزوا عنه بكل الوسائل والسبل، ظل عندهم مطلوباً للعدالة، ورغم أنه انحاز إلى منهج الإصلاح الذي كان ينادي به اسلاميون كثر، لكنه ظل عند كثيرين منهم خائناً لأمانة التكليف ) ..

وفي الحقيقة لا غرابة فيما رآه الأستاذ عنقرة غريبا، فبالنسبة لقحت :
– فهي ترى بأنها صانعة التغيير، وأن قوش ما جاراها فيه إلا بسبب مطامعه الخاصة، ولهذا فهي تعتقد أنها ليست مدينة له بشئ، أو على الأقل إن حساباتها القديمة معه أكبر من دوره الداعم .
– جهات أخرى غير قحت هي التي أبعدت قوش بعد الانقلاب، ولو لم يحدث هذا، وكان في رئاسة، أو عضوية، المجلس العسكري لتعاملت معه وربما استحق منها شعار ( قوش الضكران الخوف الكيزان )، خاصةً إذا واصل انحيازه لها، فأحد أسباب التنمر القحتي عليه عدم وجوده في موقع التأثير، إذ ليس لدى قحت القدر من الوفاء الذي بجعلها تحفظ “الجميل” حتى للضعفاء المنفيين، الصامتين، معدومي التأثير .

بالنسبة للإسلاميين :
– لم يكن فيما قام به قوش ( انحيازاً لمنهج الاصلاح الذي كان ينادي به إسلاميون كثر) كما يرى الأستاذ عنقرة، ببساطة لأن ما قام به يجافي معنى “الاصلاح” جملةً، فهو انقلاب كامل على الأوضاع، وتسليم كامل للمشروع المضاد لا يوجد إصلاحي حقيقي كان يطالب به أو أيده بعد حدوثه .
– يقول الأستاذ عنقرة إن قوش ( حقق للمعارضين ما عجزوا عنه بكل الوسائل والسبل ) ولا أظن أن الاصلاحيين الإسلاميين، الذين يتعجب من موقفهم، كانوا يريدون إصلاحاً يحقق للمعارضين كل مرادهم ليحتفلوا مهم به وليتشاركوا معهم الامتنان لقوش .
– يوجد قلة من الإسلاميين – ربما كان الأستاذ عنقرة أحدهم – كان لهم مفهومهم الخاص للاصلاح، وخلاصته أن الاصلاح بمعناه الحقيقي مستحيل، ولا حل إلا بالاقتلاع من الجذور/ الانقلاب/الثورة، وهؤلاء رأوا فيما حدث الإصلاح المطلوب .
– وهؤلاء، كما يملكون الرغبة والقدرة على هذا النوع من المواءمات، بما يخرجهم من طرفي الصراع الرئيسيين، كذلك يملكون الرغبة والقدرة على المواءمة التي تتيح لهم النظر إلى قوش كبطل إصلاح إسلامي وفارس تغيير قحاتي في ذات الوقت ..

إذن ما يطلبه الأستاذ عنقرة من حفظ للجميل للسيد قوش حادثٌ فعلاً، لكن من أهله القادرين عليه، وهم فئة محدودة تستطيع – بما يتوفر لها من مرونة/سيولة – القيام بهذه المواءمات، لتحتفي نيابة عن قحت بجميل قوش الذي مكنها من رقاب الإسلاميين، ونيابة عن “الإصلاحيين” الإسلاميين بجميله الذي جعل تمكنها من رقابهم جميعاً ممكناً !

إبراهيم عثمان

اترك رد