د.أمين حسن عمر يكتب : المليونية

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

د.أمين حسن عمر يكتب :

المليونية

قال:

متى تنتهي هذه الفوضى؟

قلت :

أية فوضى؟

قال:

مايسمى بالمليونيات التي أصبحت جزءا من روتين الحياة البائسة لتزيدها بؤسا على بؤسها .

قلت:

وهل هي مليونيات بالفعل أم أن الارقام صارت منتفخة مثل اللغة السياسية المستخدمة ومثل ذوات بعض أهل السياسة المنتفخة؟

قال:

هي لاترقي لبضعة آلاف في أفضل ما يرجو أصحابها وغالبهم صبيان … لكنها كافية لإبطاء الحركة والتسبب في الإزدحام وسد الطرق وإثارة الفوضى.

قلت:

ربما هذا هو الهدف بعينه….أن يجعلوا الحياة عسيرة والمعاش متعذرا حتى يقبل الناس بالتغيير …. وحتى يصبح شعار (تسقط بس) مقبولا… وحينئذ لن يلتقط ثمرة السلطة إلا المتهيأ المستعد.

قال:

ثم ماذا بعد الفوضى؟

قلت:

الفوضى المصنوعة يعقبها تغيير مصنوع. ألم تعلم ؟ألم تشهد؟

قال :

كيف؟

قلت:

مثلما حدث من قبل عمل عسكري أو إنقلاب يستخفي وراء الفوضى. وليس بالضرورة أن يكون إنقلاب كلاسيكيا ولكن يمكن أن يكون على خطة الغزو من ليبيا في 2يوليو في العام 1976 عندما
دخلت بعض عناصر مسلحة العاصمة تسللا وإنضم إليها رتل قادم من تلقاء ليبيا وتوقعوا إنضمام عناصر نظامية معاشية وفي الخدمة لإكمال السيطرة على مراكز القرار.

قال:

ولماذا فشلت الخطة؟

قلت:

فشلت لأن العناصر النظامية لم تنضم للمجموعات التي سيطرت على مواقع عديدة في العاصمة وذلك بسبب أن الجيش رفض أن يسمح بتدخل ليبيا في شؤون البلاد وأطلق على الغزوة (حركة المرتزقة) رغم أن واقع الحال ان غالب أولئك القادمين تركوا معاشهم وراتب حياتهم من أجل فكرة آمنوا بها.

قال:

وهل تظن أن هنالك جهة تعمل على إعادة ذلك السيناريو؟

قلت:

هذا إحتمال ترجحه الوقائع المشهودة.

قال:

وما هي هذه الوقائع ؟

قلت:

إنهاك الجيش والقوات النظامية والعمل على تفكيكها والإجتهاد في تبغيضها للناس وجعلها هي العدو وليس الحامي… ثم إثارة الفوضى حتى يصبح أيما تغيير مقبولا ….أو على الأقل لا ينهض لمقاومته أحد.

قال:

ومن يعمل على هذا السيناريو الخطير؟

قلت:

هم يعملون على المكشوف ولا يدارون أعمالهم. فكل انتهاك للقانون أصبح مبررا بإسم الثورة يشمل ذلك الإساءة للقوات النظامية والإعتداء على أفرادها من أجل إستفزازها ومهاجمة مقار الشرطة ومؤسسات الدولة بل إنهم صاروا يرفعون رآياتهم علنا في التظاهرات.

قال:

ومن هم ؟

قلت:

الترويكا الماركسية.

قال:

ومن هم؟

قلت:

أنظر الى أعلامهم في تظاهراتهم تعرفهم .

قال:
وماذا يريدون؟

قلت:

تفكيك الوطن لبنائه كما يريد العم سام.

قال:

ولكنك قلت ترويكا ماركسية

قلت:

وهنا تكمن المفارقة.

د. أمين حسن عمر

اترك رد